صراع الديوك وبصيص النور

مشاهدات

وسط هذه المعارك الشرسة بين الإعلام الفضائي المدعوم من رجال أعمال الحزب الوطني المنحلّ وبعض الضيوف الليبراليين والعلمانيين والاشتراكيين الذين يتنقّلون من قناة لقناة كالذباب من الصعبّ التخلص منهم فكلما ضربتهم بمضربّ الذباب وأخرجتهم من باب عادوا ودخلوا عليك من نافذة بحواراتهم المملة ومناقشاتهم التي يشع منها الكذبّ والضلال وسماجتهم التي اعتدنا عليها علي مدار الـ 30 عام الماضية ولكن لأن هؤلاء السفهاء يتلوّنون كالحيات ويخفون حقدهم علي الإسلام وكراهيتهم للإسلاميين ينخدع بكلامهم السام بعض الطيبين من الشعب المصري وهنا مكمن الخطرّ حيث يمثل هؤلاء الطيبين نسبة مئوية عند التصويت وبذلك يخسرهم الصندوق الإسلامي؛

أضف إلي تلك المعارك الحرب التي يشنها الإعلام الوطني ورجال الحزب الوطني المنحلّ في مواقعهم القديمة بمجالس المحافظات ومجالس المحليات ومعظم الوزارة والأجهزة التنفيذية ورجال المرشح العسكري شفيق يقود هؤلاء المعارضين لأحداث 25 يناير 2011 حربا ضروس علي مجلسي الشعب والشوري ويشيعون في الأرض الفساد فمعهم جميع الأجهزة التنفيذية والسيادية بالدولة ولهم مآرب ومغانم فقدوها بقيام أحداث 25 يناير يجاهدون بكل السبل الغير شريفة لكي يعود طواغيت النظام الفاسد السابق إلي سدّة الحكم ؛

أضف إلي ذلك اللغط الذي استشرى في الشارع المصري بعد حكم القضاء علي معظم قتلة الشهداء بالبراءة وسط استهجان معظم المحامين وأهالي الشهداء في قاعة المحكمة بأكاديمية الشرطة ثم خروج فئات كثيرة من الشعب الي الميادين مطالبين بمحاكمات عادلة للقتلة من رجال الشرطة وأعضاء الحزب المنحلّ الذين شاركوا في موقعة الجمل وجميع الأحداث التي أعقبتها واستشهد فيها المئات من أبناء الوطن؛

ثم شاهد الجميع المعارك بين رئيس نادي القضاء المستشار الزند الذي وجه هجوم شديد ولاذع يشمل الكثير من التهديد حتي لرجال القضاء الذين عقبوا علي الأحكام وهدد المحامين والصحفيين الذين انتقدوا حكم القضاء.

ووسط هذه الأحداث التي لا تدعوا للتفاؤل ووسط المعارك والحروب التي لا تخدم وحدة الوطن جاءتنا بعض الأنباء التي تضئ شمعة في وسط النفق المظلم فقد سمعنا عن توصل الأحزاب إلي صيغة لاختيار الـ100 الذين سيكلفوا بإعداد الدستور ثم شاهدنا عبر بعض القنوات الإسلامية شباب يتعاون ويبتكر سيارة تسير بالهواء المضغوط بدون حاجة إلى بنزين أو سولار وكم أسعدنا أن نجد من يعمل في صمت من أجل تقدم ونهضة هذا البلاد ثم سعدنا أكثر بسماعنا عن ابتكار طائرة تعمل بدون طيار تعمل بالطاقة الشمسية وكم نزلت علينا هذه الأخبار بردا وسلاما وندعوا الله عز وجل أن يتعافى وطننا من هذه الكبوات التي يتعثر فيها وأن يشفى سريعا أبناء الوطن من الفيروسات التي تجعلهم يتنافرون والفتن التي تجعلهم يتناحرون ؛

((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ))  صدق الله.     

Posted in: أراء وتحليلات سياسية (بقلم أبو عمر)