كان عجروف شاب في مقتبل العمر أنهى الخدمة في سلاح الإشارة وحصل على توصية من ضابط الوحدة التي كان يعمل بها للعمل في شركه للاتصالات كعامل فنى، وفور تسليمه لشهادة إنهاء الخدمة ذهب الى شركة الاتصالات وقدم مصوغات تعيينه وتسلم العمل فورا كعامل تليفون مركزي (سويتش ) وأخبره رئيسه في العمل أن العمل يحتاج إلى إنسان يلتزم بالأمانة فلا يتنصت على مكالمات الناس ولا مكالمات زملائه في العمل ولا رؤسائه وتعهد عجروف لرئيسه أنه سوف يكون قدوة حسنة لكل زملائه ،
وكان عند حسن ظن رؤسائه فلم تقدم فيه شكوى على مدار أربع أعوام فقامت الإدارة بندبه للعمل في مكتب مدير القطاع على تليفون مركزي (سويتش) وقام السيد مدير مكتب المدير بعمل عدَة اختبارات لعجروف ليختبره هل يتنصت على المكالمات أم لا ونجح عجروف في كل الاختبارات وأصبح من الثقات.
واستمر عجروف في هذا المكان راضي بما يحصل عليه من عدَة جنيهات بالكاد تعينه على سدَ جوعه ،وذات يوم تعرف على زميلة له في العمل تدعى شهباء وتوطدت العلاقة بينهما فكانا لا يفارقان بعضهم البعض ،وذات يوم طالبت شهباء عجروف بتحديد موقفه من زواجه منها ،فأخبرها أن مرتبه لن يكفيهم خمس أيام ، وهنا انفجرت شهباء في الضحك ،وأخبرته أن زميله الذى كان يعمل مكانه وقامت الشركة بفصله كان يتحصل في الشهر على عدَة ألاف من الجنيهات وقام ببناء عدَة منازل من عمله في هذه الشركة، وهنا تعجب وأخبرها وكيف تحصل على هذه الأموال ،فأخبرته أنه كان يتجسس على المكالمات ، ثم يقوم بابتزاز البنات والشباب والنساء بالمعلومات التي يتحصل عليها من حواراتهم في التليفونات ، فأخبرها أن ذلك حرام ،
فخيرته بين أن يسارع بالزواج منها أو تتركه وتتزوج بغيره ،وهنا طالبها ببعض الوقت حتى يحصل على معلومات ويساوم عليها ،
وبالفعل تنصت عجروف على اتصالات رؤساءه وعملاء الشركة فسمع عن الكثير من الصفقات التي يجرمها القانون يقوم بها رؤساءه في العمل ،وسجل عدَة مكالمات لعملاء الشركة تعرض أصحابها للمشاكل ،وعلى الفور سعى للاتصال بضحاياه وهددهم وكانت النتيجة مفاجئة له ،الجميع سعى لترضيته وضمان صمته، وكانت الحصيلة كبيرة فانطلق إلى منزل شهباء وطلب يدها وفى أقل من أربع أشهر كان أعد منزل الزوجية وتزوجها.
ومنذ ذلك التاريخ وأصبح الباشا عجروف لا تطأ قدماه الأرض فقد أصبح يمتلك أسطول من السيارات الأجرة التي تعمل في طول البلاد وعرضها ، وأصبح وقت فراغه يقضيه في مساومات مع من يستغلهم ويستنزفهم ، حتى أصبح الجميع يريد الخلاص منه وتكاثرت عليه العداوات ،وذات يوم وهو في طريقه الى منزله وجد باب المنزل مفتوح على غير العادة فاندفع الى داخل المنزل فوجد زوجته وابنته الوحيدة مدرجتان في دماءهم فقام بنزع السكين من صدر أبنته ثم اتصل بالشرطة التي اتخذت إجرائتها ثم وعده الضابط بسرعة فك لغز القضية ،ثم استرسل الضابط وسأل عجروف هل لك عداوات ، وهنا تذكر كل المصائب والمكائد والمشاكل التي سببها للناس، وأن ما حدث له هو انتقام الله عز وجل منه ،فقرر أن يتنازل عن كل ممتلكاته لدور الأيتام وأن يعود إلى بلدته ليعمل أجير في مزارع الغير ليكسر نفسه ،وليعيش بالحلال بعدما خاض تجربة الحرام فأتت على الأخضر واليابس وخسر زوجته وقرَة عينه أبنته ،وأصبح كلما ذهب إلى المسجد للصلاة يقص على المصلين حكايته ويطالبهم بالدعاء له بالمغفرة والرحمة .
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم