أتعجب كثيرا وأنا أتابع مجريات مظاهرة التيارات الإسلامية في ميدان التحرير على شاشات القنوات المحلية وبالخصوص القناة الأولى والفضائية المصرية حيث لم تغير هذه القنوات القومية استراتيجيتها بعد انتفاضة الشعب في يناير وظلت هذه القنوات على منهجها القديم أثناء نظام الرئيس المخلوع بل تبنت هذه القنوات الفكر العلماني والفكر الليبرالي وقدمت نموذج قذر وفج لانتماء هذه القنوات للتيارات الماركسية والعلمانية وأنه رغم تغيير بعض القيادات في هذه القنوات إلا أن مضمون الحوارات وانتماء السادة والسيدات المذيعين والمذيعات لم يحدث فيه تقويم أو تغيير بل يريد كل مذيع أو معد برامج فرض وجهة نظره على المشاهدين بل وتزييف الصورة التي تنقل من ميدان التحرير واختيار الضيوف الذين يتبنون وجهة نظر المعد أو مقدم البرنامج والغريب أن يتدخل المحاور في تغيير دفة الحوار لتناسب مآربه !!
إن ما حدث في هذا اليوم سوف يجعل الكثير من متابعي القنوات المحلية يشعرون بأن الإعلام المصري ما يزال يعيش في غيبوبة ما قبل الانتفاضة الشعبية وما زال يمارس الإعلام بطريقة الحزب الوطني واكتساح الحزب للانتخابات وأن الانتخابات كانت شفافة ونزيهة وبسبب هذه الأقوال فقد الإعلام المصري مكانته العربية واحتل إعلام دولة صغيرة كدولة قطر المرتبة الأولى في المتابعة الإخبارية وانزوى الإعلام المصري الذى ما زال يعيش في جلباب الوالد مبارك !!
فمن أجل تفادى هذه الفجوة بين الإعلام المصري الكاذب والغير محايد والساذج نطالب السيد اللواء المسئول عن المنظومة الإعلامية إعادة هذا الجهاز الحساس والمؤثر الى جسد الأمة والقيام بثورة تصحيح في هذا الجهاز وفى مبنى ماسبيروا بعزل رؤوس الفساد وعمل حركة تغيير في مقدمي البرامج ليكون مقدم البرامج يترقى بعلمه ونبوغه وحسن إدارته لبرامجه وليس بالأقدمية ،
ثم إن تبنى الجهاز للفكر العلماني سوف يعود على الجهاز والدولة بالكثير من الخسائر نظرا لعكوف الكثير من الملتزمون عن التعامل مع هذا الجهاز واللجوء الى القنوات الأخرى .
إن التلفاز من أخطر الأجهزة التي توثر في تكوين الفكر المعتدل للشعب المصري فإذا شعر المواطن المصري بأن التلفاز يتبنى الفكر العلماني ولا يستضيف على قنواته سوى الليبراليين والعلمانيين فلن يتابع هذه القنوات والخاسر الوحيد في هذه الحالة هي مصر.
ويكفى أنك كلما غيرت مؤشر القنوات تجد حوار للسيد عمرو حمزاوي والسيد عبد الله السناوي والسيد ممدوح حمزة والسيد وائل الإبراشي والسيدة نوال السعداوي والسيدة إقبال بركة والسيدة سكينة فؤاد والسيد نجيب ساويرس والسيد جورج إسحاق والمذيع مفيد فوزى منتهى الصلاحية و محمود سعد والسيد عبد الحليم قنديل والسيد خالد يوسف والسيد أحمد دراج والسيد عبد العزيز الحسيني؟!!
وهنا لنا سؤال ألم يجد التلفاز شيخ من علمائنا الكبار يتحدث الى جوار هؤلاء النخب ،إن لم تستحى فأفعل ما شئت .
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم