بلغة بسيطة يجب إعادة النظر في بناء الجيوش الحديثة فقد ولَت عصور الديناصورات وأصبحنا نعيش عصور الثعالب التي تبنى جحرها على عدَة مستويات تحت الأرض وتجعل لها أكثر من مخرج وتجعل فيها عدَة عوائق لمن يطارها ومن هذا المنطلق أقترح على من يريد العيش والاستمرار أن يعيش حياة الثعلب في قتاله، و كيف يتم ذلك؟!
ببناء جيش نظامي على أحدث التقنيات العسكرية يكون التركيز في تكوينه وتدريبه على المحترفين بحيث يكون الصف ضباط من المتطوعين ، والضباط متفرغين للتدريبات والمناورات المشتركة لاكتساب الخبرات ويتم الدفع بهم إلى دورات متنوعة في كافة التخصصات وللدراسة في الدول الصديقة وللتعرف على الجديد والحديث في كافة تكنولوجيا المجالات العسكرية ،أضف إلى ذلك أهمية وجود صناعات عسكرية يعتمد عليها الجيش اعتماد شبه كلَى وخاصة في مجال الذخيرة والصواريخ المحمولة على الكتف أو المحمولة على دراجات بخارية خفيفة الحركة ،
أضف لذلك أن الجيوش الحديثة لا تستورد غذائها مما يعنى أن تقوم القوات المسلحة بزراعة مساحات شاسعة من الأراضي التي تستصلحها هي بأيدي أبنائها المجندين .
ثم نوضح أن الجيوش لا تحارب وجبهتها الداخلية مضطربة، فيجب أولا ترتيب الأوضاع في الجبهة الداخلية وجعل الاستقرار من الثوابت ثم كسب القوة الدافعة للتحرك نحو مواجهة الأعداء من الصمود الداخلي للشعب، أضف إلى ذلك أنه يجب تعليم الشباب في المرحلة التعليمية الثانوية والجامعية كيفية التعامل مع جميع الأسلحة الخفيفة ،وتعليم الشباب الجامعي كيفية حفظ النظام والأمن والحفاظ على السلام الاجتماعي في حالة الحرب للاعتماد عليهم في القضاء على ما يسمى بالطابور الخامس أو عملاء العدو في الداخل الذين يكون موكل إليهم زعزعة الجبهة الداخلية.
أضف إلى ذلك عدم الاعتماد على مخابئ كبيرة لتخزين الأسلحة، فقد أثبتت الحروب الأخيرة أن توزيع الذخيرة والأسلحة على طول البلاد وعرضها في مخازن صغيرة وأنفاق يصعب الوصول إليها تجعل مأمورية العدو في تدمير هذه الأسلحة شبه مستحيلة ،والمقاومة في العراق خير دليل على نجاح توزيع الذخائر والأسلحة في عدَة أماكن.
ثم إن بناء مواقع هيكلية أثبتت نجاحها في تكبيد العدو الكثير من الذخائر والاستطلاع والطلعات الجوية وتشتيت مجهود العدو في ضرب هذه المواقع الهيكلية، ثم إن هناك الكثير من الخدع لتضليل العدو استخدمت في الحروب الحديثة كالمدرعات الهيكلية والطائرات الهيكلية والصواريخ الهيكلية التي تصدر موجات تجعل الرادارات ترصدها ثم يقوم العدو بضربها.
ثم إن هناك تكنولوجيا حديثة في التغذية تعتمد على بعض الأقراص التي تجعل المقاتل يستطيع أن يمتنع عن الماء والغذاء لعدَة أيام وبذلك نوفر الأطقم التي تقوم بإعداد الطعام وتكون عبأ على القوات المسلحة في التأمين.
أضف إلى ذلك إنشاء جهاز جديد تكون من مهامه الإلمام بكل ما هو حديث في مجال الكمائن والخداع في عمليات زرع الألغام في المباني والأراضي التي يتوقع أن يطئها العدو والملاجئ التي يمكن أن يتخذها العدو مقرا له وأماكن إنزال المظليين التي يمكن أن يتخيرها العدو، وقد أثبتت معركة حزب الله مع الجيش الصهيوني نجاح جنود الحزب في عمل العديد من الكمائن للعدو الصهيوني كبدته الكثير من القتلى والجرحى عن طريق تلغيم بعض المباني وتفجيرها عن بعد بمجرد أن يدخلها العدو وتلغيم بعض الملاجئ تحت الأرض وتفجيرها بمجرد وقوف العدو عليها.
إن هذه الخدع البسيطة أثبتت نجاح باهر في فيتنام وأفغانستان والصومال ولبنان والعراق، إذا ليس عيبا أن ننشأ جهاز من الشباب تكون مهمتهم ابتكار الجديد في الخداع في أرض المعركة.
وهنا أذكر أن يكون تكوين هذا الجهاز منفصلا عن الصاعقة فهي تقوم بمهامها خلف خطوط العدو. إن كل ما سلف ذكره مجرد محاولة لتبصير أولى الأمر بفكر مواطن يحب بلده ويفكر بصوت مسموع.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم