29‏/01‏/2012

حتى لا يقودك الشيطان إلى الهاوية

هكذا كانت وصية أحد الحكماء لتلاميذه وهو في النفس الأخير علي فراش الموت ، حيث أوصاهم عند موته بأن يستغلوا كل ثانية ودقيقة في حياتهم لحصد الحسنات ومساعدة المساكين والفقراء ورفعة راية الإسلام ثم أوصاهم بقول الله عز وجل “ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا "  صدق الله فشرح لهم معنى عندك فقال أي في حيازتك أي في بيتك فقال ليس من الإسلام أن نضع أباءنا وأمهاتنا في دور لرعاية كبار السن،
 وإن من يفعل ذلك ليس بارَا بوالديه وهو عاق لهم لأن هذه الدور قادمة إلينا من الخارج حيث لا يسيطر الدين علي حياتهم الأسرية ويعتبر عقوق الوالدين في هذه البلدان موافق لتربيتهم وتقاليدهم ؛
ثم أوصاهم الحكيم بأن لا يسلموا زمام أمورهم للأصحاب ولا يفشوا أسرارهم لأحد مهما كانت صداقته للمرء لأن السرَ الذى لا يستطيع صاحبه حفظه فغيره لن يكون أحرص منه على سرَه؛
ثم أوصاهم بأن تكون قيادتهم في أيدى أتقاهم لله وأعلمهم بشئون دينهم ؛ ثم نصحهم بأن لا يجعلوا من يقود خطاكم أعمى البصر والبصير ؛
ثم طلب منهم تدبر قصة برصيص الراهب والشيطان ؛ وقصَ عليهم أنه كان عابد من عبَاد بني إسرائيل اسمه وكان عابدا من العباد الكبار وقد سكن في صومعة منفردا لعبادة الله،، ولكن غلبت عبادته على علمه، والعالم أشد على الشيطان من ألف عابد.
 أراد الله أن يبتلي إيمانه و أن يمتحن يقينه (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) فجلس في صومعته فأتاه رجال مجاهدون من بني إسرائيل و قالوا: يا برصيص إنا نريد الجهاد في سبيل الله و عندنا أخت هي في بيتنا بجانب صومعتك و ليس لها بعد الله إلا أنت، فعليك أن ترعاها حتى نعود من الجهاد. قال: حبا و كرامة.
فخرج هؤلاء إلى الجهاد في سبيل الله، ومكث برصيص في صومعته يتعبد الله…فأتاه الشيطان فقال: يا برصيص إن هذه المرأة في ذمتك ،وهذه الفتاه في عهدتك ، وأنت إذا تركتها فسوف تستوحش، فلو أخرجت رأسك في الصباح فسلمت عليها وهي متحجبة في بيتها ما ضرك ذلك شيئا، فأخذ بوصية الشيطان….فأطل برأسه وسلم عليها.
 فأتاه ثانية وقال : لو نزلت بجانب بيتها كي لا يأتيها أجنبي أو يخوفها مارد ! فنزل بجانب بيتها و ما رآها. وأتاه ثالثة وقال: إنها فتاة غريبة مستوحشة خرج أهلها للجهاد فمن يؤنسها و يحدثها, فنزل فآنسها و حدثها وهي متحجبة.
 فأتاه رابعة و قال: أنت عالم ذكي و محفوظ من الله و تخاف الشيطان فاقترب منها فقبلها…فوقع في الفاحشة فحملت! فلما حملت قال له الشيطان : إذا أتى أخوتها و رأوا هذا المنكر فإنها سوف تخبرهم فأتهمك الناس فسقطت من أعينهم فأقتلها خيرا لك.
 فذبحها و حفر لها قبرا في بيتها ودفنها.
 فأتى أخوتها من الجهاد فقالوا: أين أختنا؟ فبكى برصيص و تندم و أخرج دموع النفاق و السمعة و الرياء و قال: مرضت و كانت زاهدة عابدة فدفنتها بعد أن دعوت لها!
فبكوا عليها و صدقوه و ناموا تلك الليلة. فأتى الشيطان لأخيها الأكبر وأخبره أن برصيص فعل بها الفاحشة و قتلها. وأتى الثاني و الثالث في المنام وأخبرهما كما أخبر الأول. فأصبحوا فتحدثوا بما رأوا في نومهم، فذهبوا و كشفوا المكان الذي دلهم الشيطان عليه فوجدوها حامل و مقتولة. فأتى الشيطان فقال: لا ينجينك يا برصيص إلا أن تسجد لي سجدة لأحميك ، فكفر بالله وسجد للشيطان سجدة!! فقتلوه و صلبوه.
وقال الحكيم لفتيانه فليقتنص كل واحد منكم كل دقيقة وكل كلمة وكل موقف ليكتسب منه حسنة تكون له زخرا يوم الحساب ولا يغتر أحدا منكم بعلمه فهو لا يدري ماذا يختم له؛
ثم طالبهم بأن تكون الدنيا في أيديهم ولا تتمكن من قلوبهم؛ ثم دعاهم إلي الوحدة والتكاتف لأن الذئب لا يقتنص إلا القاصي من الغنم؛

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes