01‏/01‏/2012

نزوة شباب أم انتفاضة شعب


ذهبت النشوة وجاءت السكرة هكذا حكم الكثير من الخبراء على أحداث 25 يناير 2011 وجاءت الأحداث لتثبت صدق حدسهم حيث إنهار الاقتصاد المصري وهرب رجال الأعمال وأغلقت الكثير من المصانع أبوابها وتشرد الكثير من العمال ورغم ذلك تشبث الشباب بانتفاضتهم فتكررت الاعتصامات والتظاهرات والمطالبات وتعاقبت الحكومات منذ 25 يناير حيث جاءت حكومة أحمد شفيق ولم يرضى عنها شباب التحرير فتم إقالتها وطالب الشباب الثائر المتغطرس بأن يكون التحرير هو من يختار رئيس الوزراء رغم أن الخبراء أجمعوا أن هؤلاء الشباب عديم الخبرة وتنقصهم الحكمة وأن دافعهم هو العناد والكبر وإحساسهم بأنهم أصحاب الانتفاضة الحقيقيين فكان لهم ما أرادوا وجاءوا برئيس الوزراء عصام شرف وأثبتت الإيام أنه ضعيف الشخصية ويتحرك وفق ردَ فعل الأحداث وببطيء مما أجج بعض الأحداث مثل أحداث ماسبيرو وما شابها من أجندات أجنبية وتدخل للكنيسة في مجرى الأمور مما أدى لمقتل العديد من أبناء القوات المسلحة وكادت تحدث كارثة لولا حكمة وضبط النفس لرجال القوات المسلحة ثم حدث الاعتصام أمام وزارة الداخلية وتطور الأمر إلى اشتباكات بين شباب 6 أبريل وشباب حركة كفاية وبعض العملاء التابعين للأجندات الخارجية وبعض المأجورين من البلطجية وأطفال الشوارع قام كل هؤلاء العملاء أو الجهلاء أو السفهاء بقذف رجال الشرطة ومبنى وزارة الداخلية بالحجارة وزجاجات المولوتوف مما جعل حرس الوزارة يطلق عليهم الغاز المسيل للدموع وبعض طلقات الخرطوش مما أدى لمقتل البعض وإصابة الألاف ولولا جهود المخلصين وحكمة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لدخلت مصر في نفق مظلم من الاشتباكات والفتن يعلم الله عز وجل عواقبها،

وكالعادة لم يتحرك السيد عصام شرف إلا متأخرا ولم يتخذ موقف حازم تجاه الأحداث مما جعلها تتصاعد مما أظهر للجميع عدم صلاحية الدكتور شرف لهذه المهمة فقدم سيادته شاكرا استقالته وقبلها المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتم تكليف الدكتور كمال الجنزوري بتشكيل حكومة جديدة تسيَر الأعمال لحين انتهاء انتخابات مجلسي الشعب والشورى وانتخابات رئاسة الجمهورية على أن تنتهى هذه المهمة في 30 / 6 /2012 ويتم تسليم جميع الملفات للحكومة التي يوافق عليها البرلمان القادم ؛ هكذا الحال منذ 25 يناير 2011 تخبط في القرارات وتحركات وفق نبض شباب ميدان التحرير مما أفقد مصر 150 مليار جنية من الاحتياطي النقدي الاستراتيجي لمصر مما عرض مصر لمخاطر اقتصادية حقيقية جعلت مصر في مصاف دول العالم المتخلفة؛

ورغم كل ذلك يحتفل الشباب والفتيات برأس السنة الميلادية في ميدان التحرير مع إطلاق الصواريخ المولوتوف وبعض كؤوس السمر البريء وبعض القبلات الحميمة بين الأصدقاء والصديقات للاحتفال بمرور عام على انتفاضة 25 يناير ؛ وللحق والصدق لم يزل اختلاف المحللين على الحكم على الانتفاضة فمنهم من يحمَلها ما آلت اليه مصر من فوضى ودمار ، ومنهم من يعتبرها ثورة تاريخية سوف يتحدث عنها الخبراء والتاريخ لعدة أجيال ومنهم من يعتبرها نتاج أجندات خارجية وفق الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنها كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2005 ثم كررتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ومنهم من يعتبر ما حدث فرَة أصابت بعض الشعوب العربية من أكل الفول المدمس واللحوم المجمدة ومنهم من اعتبرها هوجة كهوجة أحمد عرابي ومنهم من اعتبرها انتفاضة ومنهم من اعتبرها ثورة جياع من أجل الحرية والطعام والمسكن والملبس والكرامة؛

وسوف تثبت الأيام القادمة من المصيب ومن المخطئ ولحين ذلك يمكنَا الحكم على ما حدث بعد وضوح الرؤية؛ وفق الله عز وجل شعب مصر لما فيه خير الإسلام والمسلمين.

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes