04‏/01‏/2012

نهضة مصر وثورة الجياع

المتبصر بمجريات الأحداث التي تمر بالشعب المصري يستنبط أن الثورة الحقيقية هي ثورة الجياع على المحتكرين للثروة والمسيطرين على السلطة فقد يأس الشعب من أن يحطم القيود والأغلال التي قيده فيها المستعمر الأجنبي على مدار سنين ثم تحرر منها على يدَ ثورة 23 يوليو 1952 ليجد نفسه بدّل محتل أجنبي بمحتل محلى يسيطر على مقدرات الشعب ويحول البلاد إلى عزبة خاصة يشتغل فيها الشعب خادم في أملاكه لصالح قلة من ضباط الثورة فقدوا مقومات رجولتهم وفقدوا شرف العسكرية وحولوا مصر إلى معتقل لكل الشرفاء فكانت هزيمة يونيو 1967 التي دكَت عنق الطغاة وكسرت أنوفهم وحطمت كرامة المواطن المصري حتى منَ الله عز وجل على مصر برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأعدوا للعدو عدته فكان نصر الله الذى تحقق في أكتوبر 1973

وما كاد الشعب ينهض من كبوته ويشعر ببشريته حتى ظهر في الأفق بعض القطط السمان الذين سيطروا على أسواق الاستثمار والتجارة وأغرقوا الأسواق بالبضائع والنفايات القاتلة ودمروا محصول مصر من القطن طويل التيلة ودمروا الزراعات بالشتلات التي استوردها وزير الزراعة يوسف والى من الكيان الإسرائيلي وتهاونت القيادة العسكرية في حق بلادهم فسمحت للكيان الصهيوني بأن يعيث في الأرض فسادا ويزرع عملائه في معظم قطاعات الوطن ومكث هذا الطاغوت على صدور المصريين على مدار 32 عام حتى شاء الله عز وجل وقامت انتفاضة يناير 2011 التي غيرت نظرة الشعب لحكامه وكسرت القيود والأصفاد والأغلال ليشعر الشعب بعد المهانة والذل بعودة الحرية والكرامة ويمسك الشعب بعد عدَة عهود من الظلام بمقود الحكم ويصبح قادر على تولية من يريد من الحكام ويصبح صندوق الاقتراع هو الحكم بين أفراد الشعب يختار من يريد ويتخير الطريقة التي يُحكم بها ويتفرغ للنهوض بمكانة مصر الصناعية والتكنولوجية والزراعية والتعليمية وتصبح مصر في مصاف الدول العظمى مرة آخري وتقود مصر قاطرة التقدم الإسلامية والعربية كما قدر لها دائما أن تكون؛

إن التاريخ لا يصنع أحداث ولكن يسطرَها ويحفظها للأجيال القادمة فلا تجعلوا التاريخ يحكم علينا بأننا فاسدون وفاشلون بل يجب أن تغيروا الواقع بالعمل الجاد في كافة المجالات والعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية لتكون كلمة الله عز وجل العليا ويسود العدل والحق وتتساوى الرؤوس ولا يكون فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى؛ وفق الله عز وجل شعب مصر وقادتها لما فيه خير الإسلام والمسلمين.   

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes