16‏/08‏/2011

وسام والوقوع في براثن سهام

كان وسام شاب منطوي على نفسه ولا يحب الاختلاط بالغير وكان يعيش حياته بين أصدقاءه على الفيس بوك وعمله في الحكومة حتى شاء الله عز وجل أن تتغير حياته عندما عرض عليه أحد أقاربه أن يسافر للعمل بدولة خليجية وهنا وافق وسام على الفور وقام بالاقتراض من بعض أقاربه ودبر مبلغ السفر وسافر للعمل وهو يقدم قدم ويرجع قدم خوفا من الفشل وبعد ضغط من الأهل انطلق وسام وتسلم عمله في هذه الدولة وسعى للبحث على سكن قريب من محل العمل ووفق في إيجاد هذا السكن وكانت رفقته في وحدته في السكن اللاب توب وعلاقاته على الفيس بوك وهكذا كانت حياته في الغربة العمل حتى ساعات الظهيرة ثم العودة للبيت والنوم بعض الوقت حتى صلاة العشاء ثم الجلوس للسمر مع بعض الأصدقاء الجدد في العمل ثم العودة للبيت للجلوس على الفيس بوك لمتابعة الأحداث في بلده والحوار مع أسرته حتى الساعات الأخيرة من الليل ثم النوم حتى يؤذن لصلاة الفجر فيقوم ويصلى الفجر ثم يجهز نفسه لعمله ومع نور الصباح ينطلق الى عمله.


هكذا كانت حياة وسام من العمل للبيت ومن البيت للعمل ولم تسنح له فرصة حقيقية للاختلاط بالناس والتعرف على معادنهم واكتساب الخبرة من المواقف التي تتجدد كل يوم من تصرفات الناس فيتعرف على هذه المواقف ويكتسب الخبرة منها سلبا وإيجابا.

وذات يوم وهو يمارس هوايته في الحوار مع الأصدقاء على الفيس بوك تعرف على فتاة تدعى سهام جميلة جريئة عندها ثقة في نفسها وتكتسب من صداقاتها على الفيس بوك مصدر للمعلومات التي تُطلب منها في وكالتها الإخبارية التي تعمل لديها كما أخبرت وسام وكما تخبر أصدقائها الذين تعتقد أنهم يمكن أن يكونوا مصادر للمعلومات أو على الأقل يكونوا دعما لها في حالة تعرضها لأزمات مع الجهات الأمنية فيكون هؤلاء الشباب آلة ضغط على هذه الجهات ،

وعندما علمت سهام بأن وسام متعلق بها رغم علمه بأنها ليبرالية بل ومن أبرز النشطاء السياسيين في حزبها الليبرالي الذى يعادى الإسلام ويسعى لعدم تمكين التيارات الإسلامية من تطبيق شرع الله عز وجل  ولو أدى الأمر لطلب الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل ضدَ بلدهم وإنقاذ البلاد من قبضة الإسلاميين.

وطَدت سهام العلاقة معه على الفيس بوك وطوعته كما طوعت غيره لرغباتها لعلمها أنهم ليست لهم خبرة في الحياة ولعذوبة كلامها وقدرتها على تحريك عواطفهم حين تريد ذلك.

والغريب أن وسام كان على علم أن سهام كانت ضمن المجموعة التي هاجمت وزارة الدفاع في بلدها طمعا في إحداث فُرقة بين الجيش وشعبها فيتمكن حزبها من تكوين مجموعة من العلمانيين والليبراليين والماركسيين والاشتراكيين والمتعاطفين معهم لإدارة شئون البلاد ،ولكن فشلت خطتهم فعمدوا الى تعطيل مترو الأنفاق ليثور الشعب على الجيش ولكن فشلت هذه المحاولة، فحاولوا الذهاب الى قناة السويس وافتعال معارك هناك يتم على إثرها تعطيل الملاحة في مجرى قناة السويس فيتدخل العالم لإنقاذ الممر الملاحي الدولي ،وتدخل البلاد في ما لا تحمد عقباه ولكن الله عز وجل كان لهم بالمرصاد وفشلت حيلهم وقامت التيارات الإسلامية بمظاهرة أثبتت أنهم يمتلكون الشراع والبوصلة التي تؤثر في تحريك الشعب وسكونه

وفور انبلاج الصورة أمام وسام قام على الفور بتصحيح الصورة لأصدقائه على الفيس بوك وأخبرهم بخطورة سهام وبيّن لهم أنها تستغل ملمسها الناعم وتلونها كالحية في الإيقاع بفرائسها وجذبهم إلى حزبها والاجتماع بهم لتبصيرهم بالمكاسب التي سوف يجنونها من وراء الالتزام بمبادئ حزبها.

وحزنت سهام لعدم وقوع وسام في براثنها وطوت سهام صفحة وسام وانطلقت تبحث عن فريسة آخري مستغلة مقالة كتبها أحد الشيوخ المتقدمين للترشيح للرئاسة طالب فيه بعدم تقديم المدنيين إلى محاكم عسكرية ،ولم تعي سهام أن الشيخ قال ما قال لكى لا يكون تقديم المدنيين أمام القضاء العسكري مبدأ ثابت ،وليس حبا وشغفا في جمال سهام أو دعما لسوء أدبها في حوارها مع من هم أكبر منها سنا ومقاما ، ولا تأييدا لمواقف حزبها التي تعارض دين ومبادى وعقيدة هذا الشيخ ، لعل هذا التوضيح يصل لسهام فتعرف موقف الشيخ ، وتخجل من مجرد ذكر اسم الشيخ بجوار اسمها .       

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes