30‏/04‏/2011

توأمين بقلب واحد وعلى الوالدين التضحية بأحدهم

أنجبت ريهام بعد أثنى عشر عام من الزواج توأمين حسام وحسان يشترك التوأمين في القلب وأخبر الأطباء الوالدين بأن حياة التوأمين في خطر ما لم ينفصلا بل موتهم مؤكد في ظرف عدة أيام وعلى الأم  التفضيل بين حسام وحسان أيهم يعيش بقلب سليم و الأخر يضحى به من اجل أخيه وكان الاختيار صعب وقاسى على الأم  وأصبحت لا تنام وترى الكوابيس بمجرد أن يغمض لها جفن وتقوم الأم  من نومها وهى تبكى أتضحي بابن من أبنائها لكي يعيش الأخر




انه لاختبار صعب على البشر وإنها لو طلب منها التبرع بقلبها لتبرعت ولو طلب منها التضحية بنفسها لأجل أبنائها لما ترددت ولو طلب منها أن ينزع منها عينيها لأبنائها لما اهتز لها رمش ،ومع حيرتها ذهبت الأم  وتوضأت وأقامت ليلتها تصلى وتناجى ربها أن يرفع عنها هذا البلاء و انخرطت الأم  في البكاء وأطالت سجودها وطلبت من الله الهدى والرشاد ومع بزوغ الفجر قامت الأم  وصلت الفجر وأطالت مناجاتها لله وهى تدعوا يا من نجيت يونس من بطن الحوت ويا من فاديت إسماعيل بذبح عظيم و يا من وهبت لزكريا يحيى وأصلحت له زوجه ويا من نجيت موسى من اليم ، ألهمني رشدي ويسرني لما فيه خير الإسلام والمسلمين ونامت ريهام في سجودها وأبصرت أبنها حسان وهو يلبس لباس العلماء ويجلس على المنبر ليعلم الناس أمور دينهم والناس تلتف حوله تسأله وهو يجيبهم ،ومع انبلاج الصباح ذهب الوالدين إلى المستشفى التي يحتجز بها حسام وحسان وأخبرت الأطباء بأنها تخيرت حسان ليستأثر بالقلب وعليهم تسليمها حسام بعد العملية ليقوم والده بدفنه في مقابر العائلة ،وعلى الفور دفع الوالدين مصاريف العملية وقام الأطباء في الصباح بأجراء العملية التي استغرقت أربع ساعات بإشراف طبيب مصري عالمي وبمجرد انتهاء العملية خرج الأطباء لإخبار الوالدين بأن الساعات القادمة حاسمة بالنسبة لحسان وإن مرت هذه الساعات على خير سوف يكتب لحسان الحياة بصحة جيدة ومضت الدقائق كالشهور على الوالدين وهم لم يغمض لهم جفن أو تنزل لقمة عيش في جوفهم حتى انبلج الصباح وجاء الأطباء وطمئنا الوالدين على حياة حسان وسمح للوالدين برؤية ولدهم حسان ،وكم كانت تتصارع المشاعر بين ضلوع الوالدين بين فرح بنجاة أبنهم حسان وألم وبكاء بسبب وفاة أبنهم حسام وبمجرد رؤية حسان تغلبت مشاعر السعادة وقبَل كلا من الوالدين حسان واستقرت الأم  ريهام بجواره ورفضت مغادرة الغرفة ومع إصرارها وافق الأطباء على ملازمتها لابنها حسان على إن يذهب الوالد لاستخراج شهادة ميلاد لحسان وشهادة وفاة لحسام

(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) ))صدق الله ***
من سلسلة قصص الرضا بقضاء الله ***

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes