02‏/04‏/2011

يوميات وزير بسجن طره



الليلة الأولى في حياة وزير سابق بالزنزانة التي كان مسجون بها خيرت الشاطر أحد قادة تنظيم الأخوان المسلمين والذي قال إنه لطالما أقام الليل وهو يناجى ربه أن ينتقم من سجانيه وتدور عليهم الدوائر ويساقوا إلى هذه الظلمات لكي يشعروا بحجم الجرم والغبن والظلم الذي تعرض له الكثير من الجماعات الإسلامية، وها هي الدعوات تستجاب وتنجح الانتفاضة الشعبية المصرية في خلع أحد زبانية العذاب في الأرض والذي يعد صرح كبير من قلاع محاربة الإسلام وشيطان من شياطين الإنس الذين يتميزون بنهمهم وشغفهم للدماء، وشجنهم لسماع صوت وأنين المعذبين في السجون.

فما كادت تطأ قدم هذا الطاغية أرض سجن طره حتى تعالت صيحات المساجين فرحا برؤية هذا الطاغوت في وكر الأفاعي كما كان يحلوا له أن يسمى سجن طره، ولم يستطيع المساجين النوم في هذا اليوم حتى جاءت سيارة التراحيل بهذا الوزير وهو منكس الرأس ويحيط به أربع ضباط ثلاثة منهم برتبة عميد والرابع برتبة عقيد ثم تم اقتياده إلى محبسه الانفرادي وهو يرتدى لباسه الأبيض وقبعة بيضاء ويحمل في يده شنطة بها بعض متعلقاته الشخصية ،وبمجرد أن تركه الحراس في زنزانته جلس على أريكته في ركن خلف باب الزنزانة حتى لا يراه من يمشى أمام الغرفة ووضع شنطة يده تحت الأريكة وتفحص الزنزانة وما هي إلا دقائق وسمع صوت المساجين يرحبون به بقصيدة صغيرة كانت معدَة  لاستقباله.
فقام الوزير وأغلق النافذة المتناهية الصغر التي بالباب لعلها تقلل من الصوت الذي يدوى في أركان السجن.
ولكن صوت المظلومين أصبح هو العدو الأول الذي يحول بينه وبين النوم، ويشعر الوزير أن الوقت لا يمر فقام بالمشي في الزنزانة وهو يضع يديه خلف ظهره فإذا بصوت طرق على باب زنزانته فذهب وفتح النافذة الصغيرة للغاية فإذا به أحد ضحاياه ويسكن بالزنزانة القريبة منه وجاء يقدم له كوب من الشاي أو بعض السجائر وفى نفس الوقت يتأكد من أن الطاغية فعلا يقبع بغرفة صغيرة بالسجن وليس معه زبانية التعذيب، وليس معه جنود إبليس الذين كانوا طوع بنانه حيثما وجههم.
ورفض الوزير السابق الحديث مع الزائر وصاح في الحارس أين أنت! من أذن لهذا الهلفوت أن يصل إلى مضجعي،وهنا أخبره الحارس بأن الزائر من قدامى السجن وله مكانه خاصة بهذه الصفة، فأغلق الوزير السابق النافذة وجلس يقرأ في كتاب وقد أوشك المؤذن على رفع الأذان لصلاة الفجر وبمجرد انتهاء الأذان أخذ معظم من في الزنازين القريبة من الوزير في التكبير الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله الله أكبر الله اكبر ولله الحمد.
وظل الوزير جالس في ركن الغرفة حتى انبلج النهار فوضع الوزير بطانية حول جسده وأخذته غفوة وما أيقظه إلا صوت الحارس يطالبه باستلام طعام الصباح ثم الخروج للتريَض في فناء السجن قبل أن يخرج المساجين،وطالب الوزير من الحارس أن يتحدث إلى العميد فلان لكي يقوم بإبعاده عن زنازين المساجين واختيار غرفة بعيدة عن سماع صوت المساجين مع ملاحظة أن تكون سهلة التأمين من اعتداءات المساجين.
وبذلك مضت أولى ليالي الوزير في سجن طره غرفة رقم... نزيل رقم...دون أن يتعرض الوزير للاعتداء من زملائه المساجين الجنائيين.
وسوف نقوم بإعداد يوميات وزير في الحبس الإنفرادى.

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes