السقوط في فخ الخيانة

مشاهدات

المتابع للوضع المصري بعد معاهدة كامب ديفيد وخروج مصر من دول المواجهة مع الإحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين وقيام الحكومة المصرية بتطبيق بنود الاتفاقية وفق مصالح تمليها عليها الضغوط الخارجية والمعونات الدولية والصهيونية ،وزاد الأمر سوء التفكك الداخلي والانقسام الفلسطيني بين القيادة العميلة  لليهود والمجاهدين من كتائب القسام وسرايا القدس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وانتهى الأمر بتقسيم الأراضي الفلسطينية بين جبهة عباس ودحلان وفريق المفاوضين إلى ما لا نهاية ، وجبهة الخلاص بقيادة المجاهدين الزهار وهنية وغيرهم من الإسلاميين وتمكن هؤلاء المجاهدين من انتزاع منطقة غزة من بين براثن العدو الإسرائيلي وبعض العملاء له وذلك بعد نجاحهم في انتخابات نزيهة لم يعترف بها العالم لأنها جاءت بالإسلاميين إلى الحكم، (( وحدث نفس الموضوع في الجزائر في أوائل التسعينات وأجريت الانتخابات وشهد العالم بنزاهتها ولكن الانتخابات جاءت بالإسلاميين فرفض العالم التعامل معهم ورفض الاعتراف بهم وقامت حرب أهلية لم تزل تعانى الجزائر من ويلاتها إلى الآن ))

إذا العالم يعترف بالديمقراطية حين تخدم أجنداته وحين تأتى الديمقراطية بالإسلاميين ينقلب العالم عليها ولا يعترف أو يتعامل مع ما تفرزه صناديق الانتخابات،

وعودة إلى سبق ،انفرد فصيل حماس بغزة وتم محاكمة بعض العملاء التابعين لكتيبة دحلان وأعوانه وشعر المواطنين في غزة لأول مرة بالاستقلال رغم قيام العالم وبعض رجال السلطة الفلسطينية العميلة في الضفة الغربية والحكومة المصرية بحصار غزة ومنع الطعام والشراب والدواء والسلاح عنهم رغم الحروب المتوالية التي يشنها عليهم العدو الصهيوني ،

والغريب والعجيب عندما يضطر هؤلاء المجاهدون والمسلمون المحاصرون بحفر أنفاق من أجل توفير لقمة العيش لإخوانهم يبادر بعض العملاء في التبليغ عن هذه الأنفاق التي تعتبر المتنفس الوحيد لتهريب بعض الطعام أو الدواء أو بعض قطع السلاح الخفيف للمجاهدين للدفاع عن أنفسهم ، بل وجدنا من يتعاون مع الإحتلال في بناء أسوار وحوائط ويقوم بتلغيم الحدود لمساعدة الإحتلال في القضاء على المجاهدين بحجة أن ذلك يدعم السلام.

ووسط هذا التخبط نشأ سليم بباوى ذلك الشاب الوسيم الذي ساقته الظروف للعمل في أروقة السلطة الفلسطينية كحارس أمن وبعد مقتل الرئيس عرفات تم تسريحه وتلقفه أحد عملاء الجهاز الصهيوني ودفع به إلى دولة عربية حيث حصل على عدَة فرق عسكرية متنوعة في فنون القتال وفنون الكمائن والعمليات الفدائية وفنون التعامل مع القنابل والعبوات الناسفة وفنون القتل والتعذيب ثم تم الدفع به إلى داخل العمق الصهيوني حيث نال قسط كبير في  أساليب الخيانة والخسة مع هذا الجهاز الأمني ثم تم الدفع به إلى غزة ليقوم بتتبع تحركات المجاهدين ولصق بعض الأجهزة الحديثة في سيارات هؤلاء المجاهدون ليتم للعدو الصهيوني متابعتهم بالأقمار الصناعية وضربهم بالصواريخ حيثما ذهبوا بل وقام هذا العميل بتسريب بعض أجهزة المحمول عن طريق بعض الشركات إلى بعض رجال المقاومة وبذلك أصبح من السهل تتبع هؤلاء المناضلين والتعرف على تحركاتهم وقتلهم الواحد تلو الآخر.

ثم قام هذا العميل بالتبليغ عن تحركات قيادات حماس أثناء العدوان الصهيوني على غزة وأخبرهم هذا العميل أن بعض القيادات تتحرك في سيارات الإسعاف بل قامت السلطة الفلسطينية أثناء العدوان بالاستعداد للانقضاض على غزة وإسقاط حماس والمجاهدون معها ولكن خاب ظنهم لعدم استجابة الحكومة المصرية حين ذاك لمطالبهم بالتدخل في غزة.

ثم تم الدفع بهذا العميل إلى سيناء أثناء الثورة المصرية للعمل في التخريب وإلصاق التهم بحماس ولكن سوء حظه أوقعه في أيادي البدو الذين يعرفون عنه الكثير فقام بدو سيناء بتسليمه إلى بعض الأجهزة التي يثق في وطنيتها بدو سيناء ولعلمهم أن هذه الأجهزة لن تقوم بتسليمه إلى العدو الإسرائيلي فكانت نهايته بعد أن اعترف بأنه يعمل وفق برنامج أمنى مشترك بين السلطة الفلسطينية وجهاز الموساد الإسرائيلي للقضاء على الإرهاب والحفاظ على عملية السلام وأقسم أنه كان مهدد دائما بإسرته إذا خالف أوامرهم وهذه المقولة يقولها كل عميل وكل خائن وقتل رميا بالرصاص داخل أحد الأنفاق التي قام هو بالتبليغ عنها ،

وهكذا كانت نهاية خائن وعميل وقع في فخ الخيانة وحين تم تطبيق القصاص عليه توسل وقبل الأقدام ولكن هيهات هؤلاء الخونة لا يساوون عند الله جناح بعوضة فهم من تسبب في استشهاد الشيخ  أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسى وغيرهم من الشهداء المناضلون والمجاهدون ،(( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ))صدق الله 

Posted in: أراء وتحليلات سياسية (بقلم أبو عمر)