22‏/02‏/2011

عميل CIAوانتفاضات الشعوب

كان ميلاد شاب يعيش في محافظة ساحلية وبعد تخرجه من كلية التجارة طلبت القوات المسلحة دفعة ضباط احتياط فما كان من ميلاد إلا أن تقدم بأوراق الالتحاق للقوات المسلحة واجتاز الاختبارات وتم تعيينه ضابط احتياط في  الاستطلاع .
وأثبت ميلاد نبوغ في مجال عمله فتم إلحاقه بحراسة أحد السفارات في خارج بلده ومن هذه اللحظة تغيرت حياة ميلاد فقد تعرف على فتاة من هذه السفارة وساعدته كثيرا في تأسيس منزل للزوجية ولم تكلفه شئ وطالبته بتقديم استقالته من الخدمة في القوات المسلحة التابع لها وهى سوف تلحقه
بعمل دبلوماسي في دولة عربية كبيرة وسوف تقيم معه في هذه الدولة ولكن بعد أن يقدم استقالته .
وعلى الفور نفذ ميلاد ما طلبته منه وقدم استقالته إلى قياداته وتم نظر أسباب الاستقالة وبضغط من جهة خارجية تم قبول استقالته.
و التزمت جانيت بما وعدته به وتم إرساله إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراسة الماجستير والدكتوراه وبعد مضى ثلاث سنوات عاد ميلاد إلى بلاده ومعه جانيت وهو دبلوماسي في سفارة دولة غربية.
وأصبح تواجده في كل الحفلات والمؤتمرات والتجمعات السياسية والدبلوماسية أمر طبيعي وأصبح ميلاد من الشخصيات المرموقة لدى كل السفارات والقنصليات ومعروف بتودده للتجمعات الطلابية والاتحادات العمالية وكثيرا ما يساعد الطلبة المتفوقين في الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك يتلقفهم بعض الأصدقاء لميلاد.
وحين ذاك يتم إعادة برمجة هؤلاء الشباب على أفكار جديدة ونزعات تطلَعية لتغيير النمط السياسي لدولهم وأن التغيير منوط بهم وعلى عاتقهم وهنا يشعر هؤلاء الطلاب بأنهم مناضلين ويرغبون بسرعة في السفر إلى بلادهم لانتشال البلاد من الظلم والظلمات التي تغوص فيها البلاد.
وهنا يكون على الإدارة التابعين لها إثارتهم وتعزيز الغليان داخل كلا منهم تجاه بلده وفى نفس الوقت التحكم في تطلعاتهم لكي لا ينفلت عقالهم ويشذون عن المنهج المعد لهم.
وبعد عدة سنوات من العمل الجاد من ميلاد وأعوانه كون ميلاد خلية من الشباب في متوسط العمر وعلى درجة علمية عالية وعلى قدر كبير من الانتماء للجهة التي يتدربون بها وتوفر لهم الغطاء ليتحركوا وسط الشباب والجامعات بسهولة.
وبعد نجاح التجربة في بعض البلدان العربية تم الدفع بهؤلاء الشباب إلى ميلاد ليقوم بتوجيههم إلى الأهداف المنوط بها كلا منهم.وبالفعل لم يخذل هؤلاء الشباب ميلاد وكون كلا منهم شبكة على الفيس بوك وبعض المواقع الأخرى وبدءوا في تنفيس أفكارهم في عقول وآذان الشباب والفتيات وبعض رجال التجمعات العمالية وما هي إلا عدَة أشهر حتى بزغت شمس التغيير وأصبح الحلم واقع وخرجت جحافل الشباب من كل حدب وصوب تطالب بالحرية والتغيير وتحول مكتب ميلاد إلى خلية نحل الكل يصارع الوقت في مساعدة هؤلاء الثوار المناضلين ويثبتهم ويقوى عزيمتهم ويقدم لهم الدعم قدر المستطاع .
ودفع ميلاد ببعض الأسماء من الشباب إلى صدارة المشهد ليكون لهم دور فعال في تحريك دفة البلد في المرحلة القادمة ،وحرك ميلاد بعض القنوات التابعة له في مساندة بعض الأسماء وتلميعها للجمهور العادي كما دعا ميلاد الإدارة في بلاده بالعمل على إحداث فوضى خلاقة ليكون من السهل التواجد في المدن البعيدة عن العاصمة وتحريك الغالبية الصامتة والتفاعل مع بعض القيادات التي تتواجد وتعمل من تحت الأرض وبالفعل تمكن ميلاد من السيطرة على خيوط اللعبة في يده وفى غضون عدة أيام انهارت المؤسسات والأجهزة المركزية ونزلت القيادة على طلب الشعب ونزل الجيش إلى المدن الرئيسية وتمت لميلاد نصف المهمة المكلف بها.
وسوف نخوض في النصف الآخر في مقالة قادمة إن شاء الله.
(( قصة قصيرة من أرشيف دولة بمبوذية ))       

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes