لم يكن يخطر بخلد مسلم مصري هذه
التغيرات المخزية وهذا السلوك المشين الذي تفشى في المجتمع المصري في النصف قرن
الأخير وأكاد أجزم أن السبب وراء ما يحدث هو البعد عن منهج الله عز وجل في التعليم
الابتدائي و الإعدادي و الثانوي والتعليم العالي وعدم إدراج فقه المعاملات في
تعاملاتنا في البيوت والشوارع والمصالح والمؤسسات الحكومية
ومن اسباب انحدار الأخلاق أيضا عدم
وجود القدوة الحسنة في القيادات التي يتم تعيينها من قبل الرئيس في المناصب العليا
فيشيع هؤلاء بفسادهم الرشوة والفساد في جميع أركان مؤسساتهم ؛
إن المتبصر لأحوال الناس من حوله يجد
العجب العجاب فهذا آبن يلقي بأمه في الشارع من أجل أن يتزوج هو بالبيت وهذا يضع
أمه في بيت للمسنات ثم يبيع بيتها ويأخذ الغلّة ويسافر للخارج ويترك أمه يتبرع لها
الكرماء من أهل الخير وذلك يترك العنان للسانه فيطلق زوجته في كل شهر مرّة أو
مرتين ثم يتحايل على شرع الله عز وجل بأن يطعم عشر مساكين ويضاجع زوجته وهي منه
محرمة ؛ وذلك يمنع أخواته من البنات من
مشاركته في الميراث بحجة أن المال قدّ يذهب للغريب أي زوجها وأخر يتزوج على زوجته
التي ساندته أيام الفقر والسبب أنها تلدّ بنات فقط وهو يريد أولاد ذكور الا يعلم
ذلك الأمي أن الزوجة كالأرض تنبت لك ما زرعته فيها من شتلات ثم تجد بائع يبيع سلعته
بأيمان الطلاق فيحلف لك أن الثمار جيدة وطازجة وتشتري منه تصديقا لأيمانه وعندما
تذهب للبيت تجده بدل الثمار أثناء وزنها بثمار خبيثة فتضرب يدا بيد وتقول في نفسك
يطلق زوجته ويعيش يضاجعها في الحرام من أجل بضعة جنيهات ؛
وأخر يشتري من الشركات التي تبيع
بالتقسيط ببضعة الاف من الجنيهات أجهزة منزلية ويمضي علي إيصالات لصاحب المتجر ثم
يأخذ الأجهزة ويبيعها بنصف الثمن ويتهرب من دفع ثمن الأجهزة ويظل يطارده صاحب
المتجر حتى يدبّ اليأس في صدره ويفوض أمره لله ويمارس الأخر هذه المهنة ويصبح نصاب
دولي ؛
وتجد أخر يدخل بيت الطالب أو الطالبة
ليعطي لهم درس خصوصي وما هي سوى بضعة أشهر وتجد هذا المدرس يأخذ حقوق الزوج ويتجول
في المنزل كيفما يشاء بحجة إنه ليس غريب كما يقولون وتجد الأم تجادلك بقولها إننا
نأمنه علي بنتنا أفلا نأمنه علي بيتنا ؟!!
وأخر متزوج وعنده شباب في سنّ الزواج
وهو صاحب مكتبة أو ما شابه فتجده يقوم بتعيين عدّة فتيات كل عدّة شهور ويجزل لهم
الأجر ويستغل حاجتهم للمال فيتحرش بهم فمن
تلبي وتطفئ شهوته يحتفظ بها ومن ترفض الاستجابة لنزواته يقذف بها في عرض الطريق ويأتي
بغيرها ؛
وغير ذلك من المثالب الكثير التي
تفشت في بلادنا والسبب إضافة علي ما ذكرت سالفا الأفلام الماجنة والإعلام الداعر ؛
إنني أتساءل كيف نعيش علي ظهر الأرض
بهذه القاذورات وكيف نستظل بسماء مصر ونحن نمشي عراة تحت شمسها إنني أخجل عندما يقص
عليّ صديق حكاية يشيب لها الولدان وهو يقصها كأنه يحكي نكتة إن الضمائر تحتاج إلي منظف
قوي يعيد لها بريقها وإلي حركة دؤوبة من المشايخ والعلماء ليعلم القاصي والداني
قول الله عز وجل
((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا
أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ )) صدق الله .