تعالت التشنجات بعد إعلان نتائج انتخابات
الرئاسة وصعود السيد رئيس وزراء مصر في آخر حكومة قبل تنحي الرئيس السابق وكانت
المفاجأة أقوي من انفجار نيزك في سماء القاهرة بل لا أكون مبالغا إذا قلت إن ما
حدث كارثة قومية تفوق كارثة زلزال 1992 الذي ضرب مصر عصرا فكان من نتائجه أن توحدت
قلوب وسواعدّ المصريين علي قلب رجل واحد لنصرة إخوانهم الذين دمر الزلزال منازلهم
وشردّهم في الطرقات؛
هكذا الحال اليوم بعد الإعلان عن
صعود مرشح السلطة الذي أسقطه الشعب عقبّ موقعة الجمل يوم 28 فبراير 2011 وظل يسيّر
أعمال الوزارة حتي يوم 3 مارس 2011 والآن
يطلّ علينا من النافذة طالبا حماية الثوار والثورة من السرقة ومتخذا علي نفسه عهدا
بمنح الثوار مكانة متميزة داخل المواقع الرئاسية والحكومية وتعهد سيادته بتجديد
دماء القادة بدعمهم ببعض شباب الثورة ذكرني ذلك بقول القائل " خرج الثعلب
يوما في ثياب الواعظين فمشى في الأرض يهدي ويسبّ الماكرين ويقول الحمد لله إله
العالمين أطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا ...........مخطئا من ظنّ يوما أن
للثعلب دين"؛
ورغم تحفظنا علي تواجد هذا المرشح من
الأصل في سدّة الانتخابات إلا أننا نرفض أن يتحول الخلاف والرفض إلي لجج وشجار
وعراك بطول البلاد وعرضها مما يعرض الأمن القومي للخطر ؛
فليحذر الجميع أن ينساقوا وراء
الشائعات والفتن التي تريد أن تعود بالبلاد إلي الوقوع في فخ الفوضى وإلي حالة من
عدّم الاستقرار وإلي حالة من الشك والريبة بين جميع فصائل المجتمع ؛
بل يجب أن يتذكر الجميع سيناريو ما
حدث عقب زلزال 1992 فيتوحدوا وتتعانق سواعدهم لنصرة أهل الحق ويتنازل الجميع عن
مكاسبهم الشخصية ومآربهم الخاصة ويضع كلا منهم مصير 88 مليون مواطن مصري أمام أعينهم
ويتقابل الجميع في نقطة تتلاقي فيها مصالح مصر العليا ، مع توافق السادة الذين لم
يسعدهم التوفيق وخرجوا من سباق الرئاسة وخاصة الدكتور أبو الفتوح والأستاذ حمدين
صباحي والسيد عمرو موسي يجب أن يجتمع هؤلاء القادة بفكر يغلّب مصلحة مصر وأهلها
علي المصالح والمكاسب الذاتية ويجتمعوا بدون شروط مسبقة وبدون ضغائن أفرزتها الانتخابات
؛
يجب أن يتقابلوا مع الدكتور مهندس محمد
مرسي مرشح الحرية والعدالة بعيدا عن الأضواء والفضائيات ويفضل أن يكون معهم أحدا
من قادة المجلس العسكري ليكون شاهد علي ما يتفق عليه المجتمعين ويكون حكما بينهم
في حالة نقض أحدا منهم لتعهداته؛
إن هذه المرحلة التي تمرّ بها البلاد
لا تقبل أنصاف مواقف أو أنصاف حلول أو تخاذل أنها أيام يولد فيها الأبطال وينبثق
عنها رجال يؤثرون غيرهم علي أنفسهم؛
وهنا نذكر الدكتور محمد مرسي بجزء من
مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه " ألسنا علي الحق وهم علي الباطل ؟ إذا لما
نرضي الدنيّة في ديننا "
رجال يرغبون فيما عند الله عز وجل
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عز وجل عليه ؛
" من المؤمنين رجال صدقوا ما
عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق
الله.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم