01‏/03‏/2012

فرق الموت والأمن القومي


كثيرا ما تحرك الأحداث دول عظمي أو دول لنا مصالح معها ولا يمكن مواجهتها بالعداء وفي نفس الوقت لا يمكن الصمت عن أفعالها التي تضر بالأمن القومي فماذا يكون ردّ فعل الدول حيال هذه الأفعال، يكون عادة بالتحرك السياسي لتفادي التصعيد أو التحرك الشعبي لتوصيل رسالة للدولة بأن الشعب يقف مع الدولة في خندق واحد وفي هذه الحالة يعيد العدو حساباته ويتجنب الصدام ؛ ولكن هناك دول ابتكرت أجهزة أمنية تعددت مسمياتها منها من سمتها فرق التدخل السريع ومنهم من سماها فرق الانتشار السريع ومنهم من سماها فرق الاغتيالات ومنهم من أسماها فرق الموت ،

ومن مهام هذه الفرق القضاء علي بؤر التوتر قبل أن يستفحل خطرها أو تسبب نزاعات عسكرية بين الدول، ومن مهامها أيضا القضاء علي الجواسيس المراد استخراج معلومات منهم أو التخلص من قادة يتبنون أفكار ومعتقدات تخالف منهج الوطن؛ أو افتعال قضايا تورط فيها قوي كبري لتجنب تدخلها في المنطقة التي تريد السيطرة عليها أو بسط نفوذها عليها؛ ومن مهامها أيضا التخلص من أفراد أو جماعات تشكل عبأ علي الدولة في الداخل أو الخارج مثلما حدث في اغتيال رفيق الحريري ورياض الصلح وكمال جنبلاط ورشيد كرامي و رينيه معوض رئيس لبنان و بشير الجميل ومن مصر أحمد ماهر و حسن البنا ورفعت المحجوب والسادات وفرج فودة والملك فيصل والرئيس الجزائري محمد بوضياف والشيخ القعيد احمد ياسين و الرنتيسي وايهاب الشريف سفير مصر بالعراق و إسحاق رابين و محمد الفايد والأميرة ديانا وكما حدث في اختطاف رئيس بنما أورتيجا والمجاهد اسامة بن لادن و صدام حسين و القذافي وكما حدث مع بعض المجاهدين الشيشانيين والمجاهدين الأفغان و راجيف غاندي وبنازير بوتو و مارتن لوثر كينج و روبرت وجون كينيدي و ابراهام لينكولن و جيفارا المناضل الكوبي و غير ذلك الكثير من العمليات التي تُنسب أحيانا لأفراد من أجل حماية هذه الأجهزة أو الفرق ؛

نستخلص من ذلك أنه ليس من المعقول أن نترك بعض العملاء والخونة يهددوا أمن الوطن بل يجب التعامل معهم بحزم وخاصة أن أمن الوطن مهدد من كل التخوم ،

إذا لماذا لا ننشئ فرق للعمليات الحرجة ولا يكون للدولة تدخل مباشر في مهامها بل يكون لهذه الفرق حرية الحركة للقضاء علي الخطر قبل أن يستفحل ويسبب حرج للقيادة السياسية وفي نفس الوقت تتعامل هذه الفرق مع أعداء الوطن من العملاء والجواسيس في الداخل والخارج دون أن تعرض القيادة لدهاء المحامين وبطئ التقاضي ؛

إننا عانينا بعد الانتفاضة المباركة من غطرسة بعض الدول وإصرار هذه الدول علي تهديد الأمن القومي بعملاء يتم اختيارهم وتدريبهم ثم الدفع بهم إلي داخل البلاد بأسماء منظمات دولية مختلفة فهذه لحقوق الإنسان وهذه منظمات مدنية وهذه منظمات أبحاث ومراقبة وهذه منظمات للنشطاء السياسيين وهذه حركات تحررية وغير ذلك من المسميات الوهمية لعملاء من الصعب التعامل معهم سوي من خلال أجهزة غير تقليدية ولا تتبع الروتين الحكومي بل يكون لقادتها حرية التعامل مع الأحداث حسب تفاعلها علي أرض الواقع؛ أو من خلال نقل المعارك لخارج حدود البلاد والقضاء عليها من الجذور دون ترك أدلة تورط الدولة ؛

وللعلم هذه الفرقّ تختلف في تكوينها وتعاملها عن القوات الخاصة التقليدية التي تنبثق من الجيش أو الشرطة وليست أيضا مثل الكوماندز أو قوات الصاعقة بل مجاميع من الأفراد المقنعين لا يعرفهم حتي قادتهم و يتراوح عدد الفرقة بين 7 و12 فرد علي أقصي تقدير ويكون تعاملها من خلال قراءتهم للأحداث وتتبع هذه الفرق لقائد هو الوحيد الذي يعرفهم ويتعامل معهم بالتكليفات المطلوبة منهم دون أن يجتمع بهم بل عن طريق منهج متفق عليه لتوصيل المهام ؛ ويكون هو الوحيد الذي يقدم تقارير شفهية بالعمليات التي تم تنفيذها ولا يخضع هو وأفراد العمليات للمسائلة أمام أي جهة في الدولة ولا تكون لهم ميزانية من أموال الدولة بل هم يدبرون أموالهم من غنائمهم من الأعداء؛

فلماذا لا نفكر في تشكيل جهاز من هذا النوع يعمل علي تنظيف المجتمع من العملاء والجواسيس ويؤمن المصالح المصرية والأمن القومي ولا ينتظر موافقات ولا لجان تنبثق عنها لجان ينبثق عنها لجان في بيروقراطية تعشقها بعض الشعوب بل ينفذ ما يراه في صالح الوطن والمواطن بحكمة وسرعة ؛ وفق الله عزو وجل حكامنا لما فيه خير الإسلام والمسلمين.

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes