13‏/10‏/2011

شمس على ضفاف النيل



قذفت الظروف بشمس لتعمل في فيلا مسئول كبير بوزارة سيادية وكان يعرف عن هذا القيادي أنه يقدس النظام ويحب الرياضة وحازم في قراراته ولا يحب المجاملة وكان متزوج من سيدة فاضلة ولكنها كانت متغطرسة وتفاخر دائما أنها ليست مصرية ولكنها تحمل الجنسية المصرية وإلى جانب جنسيتها المصرية تحمل جنسية أوربية وقد أنجب منها هذا المسئول فتيان وكانت حياته مستقرة مع زوجته وأولاده حتى ظهر في حياتهم الفتاة شمس تلك الفتاة التي كانت في الثامنة عشر من عمرها وكانت على قدر كبير من الجمال والحسن وكانت من أسرة فقيرة تسكن في أحد قرى الصعيد وجاء بها خالها إلى هذه الفيلا لتعمل وتنفق على والدتها وأخواتها الثلاثة البنات بعد وفاة أبيها الذى كان يعمل باليومية في أراضي صاحب الفيلا ومن هنا تم التعارف بين أهل الفيلا وشمس التي طالبتها زوجة الرجل المسئول بنسيان ماضيها وأن تعتبر نفسها منذ أول يوم قدمت فيه إلى الفيلا قد ولدت من جديد وألبستها بعض الملابس من عندها وبعد قليل ظهرت شمس بلباسها الجديد فبدت كأنها أميرة مما جعل زوجة الرجل المسئول تطالبها بعدم لبس هذه الملابس سوى وهي في طريقها إلى أسرتها لزيارتهم وأعادت لها ملابسها التي جاءت بها من الريف



ومن هنا بدأت تتعلم كيف تخدم في بيوت كبار القوم وتعلمت اللغة الإنجليزية في عامين وأتقنت التحدث بها كما تعلمت فنون الحديث مع كبار الضيوف وعلمتها سيدتها في الفيلا كيفية التحرك في الفيلا كما يمشى ويتحرك كبار القوم وأصبحت شمس من معالم الحفلات في الفيلا وأصبح جميع الحضور يحبوا الحديث معها بل أصبح الكثير من كبار المسئولين يراودونها عن نفسها ولكن سيدتها علمتها كيف تتعامل مع هؤلاء الخبثاء وذاع صيت شمس بين كبار المسئولين حتى جاء يوم عيد ميلاد أحد أبناء المسئول الكبير وكان قد بلغ من العمر 14 عام وقررت الأسرة أن تحتفل به في مسرح كبير وتم دعوة كبار القوم إلى هذه الحفلة وكان بين المدعوين مخرج سينمائي مشهور بحبه من الزواج بالفاتنات ثم الدفع بهم كنجوم في السينما وحين أبصر شمس أقبل أليها وأخبرها أنه يريد أن يجعل منها نجمة سينمائية كبيرة فأخبرته شمس أنها ترغب في العمل في السينما ولكن سيدتها لن تقبل أن تتركها وما تريد فأخبرها المخرج أنه سوف يقنع سيدتها بأن تعمل معه وحاول المخرج عدَة مرات أن يقنع سيدتها بأن توافق على أن تعمل معه ولكنها رفضت بل ونهرته وأخبرته أنها لا ترغب في وجوده في حفلاتها مما أغضب المخرج وأقسم أن يتزوج الفتاة ويجعلها من نجوم المجتمع وكان له ما أراد فقد أقنع الفتاه بالهرب من الفيلا وسافر بها إلى مسكن له في مدينة ساحلية وتزوجها ثم عاد بها إلى المدينة وقام بعمل حملة كبيرة لتقديمها للمجتمع على أنها نجمة كبيرة وأنتج لها عدَة أفلام كسبت من خلالها قلوب المعجبين وأصبحت نجمة يشار إليها بالبنان ولكنها في غمرة نجاحها نسيت أمها وأخوتها وأصبحت كلما سألت عنها أمها وجدتها مسافرة للخارج أو في أحد المدن الساحلية تصوَر بعض الأفلام مما جعل أمها تقسم أن تعمل خادمة في المنازل ولن تطلب منها معونة أبدا حتى تموت وبالفعل عملت الأم عند زوجة المسئول الكبير وأخبرتهم بما آلت اليه أحوال شمس فما كان من المسئول الكبير سوى أن أخبر أمها أنه سوف يجعلها تأتى راكعة إلى بيت أمها وتقبل يدها فقالت له الأم إنها لن تسامحها وإن قبلت قدميها فقد كانت السبب في عدم إكمال إخوتها لدراستهم وأصبحوا يعملوا في الحقول بأجر يومي،

وقام هذا المسئول باستدعاء المخرج وأخبره أن يعلمه عن مكان النجمة الكبيرة لأن أمها مريضة وتريد أن تراها فما كان من المخرج سوى أن أخبر شمس بأن أمها مريضة وتريد أن تراها فما كان منها سوى أن أخبرته أن عندها تصوير وحين تنتهى منه سوف تدعوا أمها إلى فيلتها وتعالجها ، ولكن الأيام لم تمهل الأم الوقت فقد توفيت قبل سفر ابنتها وعندما علمت شمس بوفاة أمها أخذت تصرخ وتبكى وانهارت بدنيا ونفسيا وبعد أن برأت من مرضها قررت اعتزال التمثيل والتفرغ لعبادة الله بل والدعوة إلى دين الله عز وجل بين طبقة الممثلين والطبقات الراقية؛

من هنا تغيرت حياتها فقد قامت برعاية أخواتها وأصبحت تدعوا إلى الله حتى ذاع صيتها بين الناس وصار لها درس ديني يوميا في بيتها تدعوا له الكثير من الفنانات ، ورفضت كل المغريات المادية لكى تعود للتمثيل وقالت لهم أنها أغلقت هذه الصفحة وهى نادمة عليها وتدعوا الله عز وجل أن يقبل توبتها ومنذ وفاه أمها وهى تسارع في الخيرات والصالحات لعلَ الله عز وجل يتوب عليها ويتقبلها في الصالحين؛        

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes