17‏/01‏/2011

مسافر زادة الخيال

تطالعنا الصحف كل أسبوع بهجرة ألاف الشباب إلى أوروبا عن طريق شركات وهمية تبيع لهم الوهم فيبيع الشاب كل ما يملك أبويه وقد يقترض المال الكثير من اجل السفر للخارج للعمل وربما  الهجرة لكندا أو الولايات المتحدة الأمريكية ويطمح الشاب في حياة كريمة وربما الجنسية لو فتحت له أبواب السماء وتزوج من فتاة في الدولة التي يعمل بها  ، والغريب والعجيب أن الشباب إذا لم يجد المال سافر بطرق غير شرعية وعلى مراكب غير مرخصة وغير صالحة للعمل في اعالى البحار مما
ينتج عن ذلك غرق الكثير من الشباب أو موتهم خنقا من التكدس في المراكب التي يهربون عليها ،وقد يتعرضون للاعتقال في عرض البحر ويقذف بهم في غياهب السجون ،وللأسف تجد من ينجوا من الموت أو الغرق ويذهب إلى الدولة المتعاقد معها يجد أن العقود وهم ويصبح في مهب الريح هارب في الغربة أو يطالب بإعانة ويهين نفسه وأمته ويظل يعيش على هامش الحياة حتى يعود إلى ارض وطنه .
ونحن هنا نسوق هذه القصة الصغيرة عن شاب يدعى سمير حاصل على مؤهل عالي وصمم على السفر إلى الخارج رغم معارضة والديه وبالفعل تمكن من اقتراض بعض المال وأضاف إليه مدخرات والديه وأنطلق إلى مرسى مطروح ومنها إلى السلوم ثم سافر إلى ليبيا ونزل في طرابلس وعمل هناك في مقهى لعدة أشهر ثم ذهب إلى بنغازي وعمل هناك في مطعم ومكث يعمل فيه لعدة شهور حتى تعرف على رجل يعمل في تسفير العمالة لأوروبا فتحدث معه عن أمنية حياته في السفر إلى ايطاليا ومنها سوف يتجول في أوروبا وشعر الرجل بشغف سمير للسفر فوعده بأن يسافر مع مجموعة من الشباب سوف تغادر الشواطئ الليبية في غضون أيام ولن يثقل عليه في المال بل سيأخذ منه مايعادل ألفين دولار وفرح سمير فقد وجد بغيته وأتفق سمير مع الرجل وقدم له المال وجواز السفر فاخبره الرجل أنهم يدخلون إيطاليا بطرق غير شرعية وهنا تردد سمير ولكن الرجل عاجله برد النقود التي دفعها ، فعلى الفور وافق سمير وذهب معهم ومكث معهم في بيت بالقرب من البحر حتى جاء الليل وركب الجميع مركب صيد مكتظة بالأجساد المتلاصقة التي ترتعد من الخوف والبرد وغادرت المركب الشاطئ ولم يسمع عنها أخبار لعدة أسابيع ثم جاء الخبر إلى مالك المركب بأنها غرقت ومات أثنى عشر من ركابها وكان بينهم سمير الذي ما إن علم أبويه بموته حتى إنهارا وعاشت قريته يوما عصيب ،

لذلك قال الحكماء (أختر لقدمك قبل الخطو موطئها ) فالسفر ليس جريمة ولكن الجريمة أن تسافر من غير عقد سليم موثق عن طريق شركة سمعتها جيدة ،وان تكون مؤهل علميا وفنيا وصحيا للعمل في الوظيفة التي سوف تسافر للعمل بها ،أن تسافر بطريقة شرعية وأمنه ،
وأن تخبر السفارة أو القنصلية في البلد التي سوف تعمل بها بحضورك بمجرد أن تطأ قدمك ارض هذه الدولة وتكون على اتصال دائم بالسفارة أو القنصلية وتعلمهم إذا غيرت مكان سكنك ،وأن لا تنسى أنك مسلم وعليك فروض وواجبات لا بد من أدائها ،وان تكون نبراس يهتدي به أخوانك المسلمين في الغربة ،وإياك والرذيلة والنساء فهم شباك الشيطان وهم بداية كل الكوارث ،ولا تنسى في الغربة وطنك وانتمائك إليه ،
ولا تكن كمن يمشى على الرمال تنسى عروبتك فتنساك

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes