27‏/10‏/2010

أحمد والعلم والدين والشهادة الدراسية


تفاجئ والد أحمد بسلوك أبنه الذي تغير مع مرور الأيام ودخول أبنه في سن المراهقة فقد كان الابن من المتفوقين والشغوفين على العلم والتعلم ويقضى معظم أوقاته في القراءة وكان لأخوة أحمد الفضل بعد الله في حبه للقراءة وبالأخص الكمبيوتر ،وكان الفارق في العمر بين أحمد وأخوته دافع قوى ليكون في نبوغهم ،وكان أخوته لا يبخلون عليه بالعلم والتوجيه ،وكان للوالد الفضل الأكبر في تفوقه فقد كان الوالد معلم قدير ومربى فاضل أفنى عمره في مجال التربية والتعليم ،ولكن الفارق الزمني بين ميلاد أحمد وعمر والده كبير مما جعل أحمد يشعر بأنه من جيل يعلم الكثير عن جيل والده رغم أن والده على علم تام بكل ما هو حديث بل على العكس فالوالد يجيد التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ويتفوق فيها ،ومع الأيام أدرك الوالد أن احمد ينفصل رويدا رويدا عن الحياة وفى بادئ الأمر فرح الوالد لان أبنه لن يزعجه بمعاكسات الفتيات ،وإنه سوف يمر بمرحلة المراهقة بدون عناء للوالدين ،ولكن الوالد لاحظ اندفاع أحمد نحو الفكر الديني والالتزام بتعاليم الدين بحذافيرها ،وهنا أدرك الوالد أن الفارق بين الالتزام المحمود والتعاليم والفكر المتشدد قد يعيق تفوق احمد
ولاسيما أن الوالد لم يتخير العلماء أو المشايخ التي يتتلمذ على يدها أبنه أحمد ،والوالد يعلم أن العلم لا يستنبط من الكتب أو يستخرج من أجهزة الكمبيوتر بضغطة أصبع ، بل العلم يجب أن يؤخذ على يد علماء أجلاء وبالتلقين المباشر بين طالب العلم والشيخ أو
المعلم ،وكان المتعلم للعلوم الدينية لا يمكنه الجلوس أمام الشيخ إلا بعد أن يدخل الكُتاب
ويُتم حفظ كتاب الله كاملا ،وثلاث مئة حديث من البخاري ومسلم ،ثم يتم اختباره فأن نجح وأجازه المشايخ يمكنه حين ذاك الجلوس لتلقى العلوم الدينية ،وكم أوضح الوالد لأحمد أن معظم المشايخ والعلماء من الحاصلين على مؤهلات عليا إلى جانب تفوقهم وإجازتهم من قبل الجهات المعنية بالعلوم الدينية  ،وان على أحمد إذا أراد التخصص في إي مجال يحبه ،فعليه أولا إنهاء دراسته الجامعية حتى يضمن له مكان مرموق تحت الشمس ،ثم بعد ذلك يمكنه التفرغ لدراسة ما يحب ،ولحين ذلك عليه التفرغ لدراسته وطاعة والديه ،وأن يكون سبب سعادتهم وليس سبب شقائهم في هذا العمر الذي يحتاجون فيه لمن يأخذ بيديهم ويخفف عنهم أعباء الحياة ،وليس من يثقل كاهلهم بأنه لن يتم دراسته ،وهنا نخبر أحمد بأن يتق غضب الوالدين ولاسيما أنه يدعى معرفته بحقوق الوالدين ،ونقول له أن العاق لوالديه يعجل له العقاب في الدنيا ،فأن لم تستغل وجودهم بجوارك الآن ،سوف تعض أنامل الندم حين تحتاج إليهم ولا تجدهم      
"وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)"صدق الله
وقال جل جلاله في الآية الأولى فيما معناه إن جاهداك على الكفر ومعنى جاهداك إي داوما على ضربك وتكرار مطالبتهم لك بالكفر وخوفك من الوقوع في الشرك فلم يطالبك بقتالهم أو ضربهم أو تركهم في كبرهم بل قال تعالى فلا تطعهما أي في الشرك والكفر وصاحبهما في الدنيا معروف وإذا تدبرت كلمة صاحبهما فهي تعنى الكثير على الرغم من أنهم مشركين فما بالك إن كانوا مسلمين موحدين بالله مؤدين لكل فروض الشريعة الإسلامية وبفضل الله قاموا بأداء واجبهم التربوي والتدريسي لأبنائهم على أكمل وجه ،فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ،عفانا الله وإياك من عقوق الوالدين.       

"وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"

و للحديث إن شاء الله بقية

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes