16‏/08‏/2010

البورصة و الكسول و بائع الخمور


مذكرات أمير غافل:
 
كنت بنور الحق على الدرب خطاي، بيميني كتاب الله، وبيساري أماني ، عين الله ترعاني من الأهواء تنجيني ،أزهد كل شيء من الشيطان يأتيني، فغرت بي الدنيا وسلبتني تعاليمي وجرفتني إلى دار لم أعتدها تأويني، عتاه الجرم رودها من الأوكار أهاليها، فتبا لمن وطئت قداماه أراضيها ، يمسى ويصبح داعيا عسى ينجيه باريها.
 
بداية مشوار الهلاك كان ذات يوم وأنا أرنوا ببصرى إلى إخوة لي داخل القصر الذى أعيش فيه وكنت أصغرهم وهم يرتعون في خيرات الإمارة التي تسيطر عليها العائلة المالكة التي أنتسب إليها لأني أحد أبناء الملك.
 
وذات يوم أمر أبى أن يتم إرسالي في بعثة إلى أحد الدول العظمى لأرشف من التقدم التكنولوجي والعلوم الحديثة ثم أعود إلى الوطن لأسموا بالقدرات العلمية والبحثية والفكرية.
 
ولكنها كانت أحلام ذهبت أدراج الرياح فمنذ أن وطئت قدمي هذه الدولة العظمى إذ تكاتفت كل قوى الظلام لاستقبالي من مدرج الطائرة لعلمهم أنى من أمراء البترول ومسلم
 
 
فأخذوا على عاتقهم أولا إبعادي عن الدين وبالتبعية إبعادي عن أقراني من المسلمين الذين جاءوا معي للدراسة في نفس الجامعة
 
 
و إصطحبنى شابان يتأبط كلا منهم فتاة منتقاة بكل اعتناء، تحمل كلا منهم الكثير من المؤهلات الأنثوية وحدِث في ذلك وأسهِب وأقحمت في حوار أأنت عربي؟ قلت نعم ،أجئت في منحة قلت كلا إنما أتيت على نفقتي الخاصة فأنا أمير ابن أحد ملوك المنطقة العربية
 
 
فعرفاني كلا بنفسه قال الاول "أنا إبراهام وهذه صديقتي في الغرفة كاترين" وقال الاخر "أنا ألفونس وهذه صديقتي مونيكا" وإصطحبانى إلى أكبر فنادق الولاية
 
 
ومع شروق أول يوم فتحت عينى على كاترين ومونيكا لتصحبانى إلى قاعة إلافطار وكانت البداية، مداعبه من كاترين "هل نمت أمس دون صديقة" قلت "نعم ، دينى يمنعنى" فقالت مونيكا "أتخشى أن يٌفشى سرك أحد" قلت "كلا ليس هناك رقيب على إلا دينى وضميرى" فطرحت كلا منهم بجسدها على ألاريكة وهن في غاية الضحك وقالا "أهناك من يلتزم بهذا الكلام المتخلف في القرن العشرين، قل لنا لما أتيت إلى هنا" فقلت أننى تركت في بلادى شباب لايجد العمل رغم أننا لا ينقصنا المال أوالخامات إنما ينقصنا التكنولوجيا ، وحين نمتلكها سوف نقضى على البطالة فهى رأس كل المفسدات كالمخدرات والخمور والرزيلة وقد عاهدت والدى ألا أعود إلا وقد أهتديت لما يصلح حال المملكة"، فقالا "سوف نكون نعم العون" ثم دلانى على جامعتى ولم ينقطع الحديث بيننا.
 
 
أحاط بى هذا الرباعى ولم يتركانى منفردا بنفسى أبدا وبالطبع تغير بى الحال، إنقطعت صلتى بالله وإنفصلت عن أقرانى المسلمين وأغلقت الدنيا حولى على هذا الرباعى كاترين وإبراهام ومونيكا وألفونس
 
وذات صباح علمت من مونيكا أن والد إبراهام من كبار رجال الاعمال في البورصة بل هو من مؤسسى معظم البورصات في العالم ومن حسن حظى أنه موجود الأن بالفندق ويمكننى أن التقى به وبالطبع أيدت كاترين كلامها
 
 
وبعد إلحاح إلتقيت في اللوبي مع إثنين من وجهاء العاصمة وهم والد إبراهام ووالد ألفونس وعلمت أنه من كبار مصدري الخمور
 
وبعد التعارف واسترسال الحوار حول الشرق الاوسط ووجهة نظرى عن التغيير الذى تتبناه أمريكا في العراق والمنطقة العربية وبالطبع لم نلتقى عند نقطة التقاء
 
 
وهنا دار الحوار حول متطلبات المنطقة وهل الافضل البناء والتعمير أم الديمقراطية وتقليب الشعوب على حكامها وهنالك طرح والد إبراهام أن تكون المملكة هي أول دولة يُقام فيها مضاربات تُقيّم بها الشركات بمشاركات رجال الاعمال وبمسمى البورصة وهنالك يجنى الكثير من الناس الأموال بلا عناء ويمكن التحكم في مدخرات البشر وبعد إلحاح وعزومات وضغوط قبلت بأن اكتفي بدراستي وسوف تمنحني الجامعة دكتوراه فخرية ولست في حاجة إلى عناء الدراسة وهذه الأمور عندهم هينة
 
 
وبالفعل غادرنا نحن الإثنين إلى المملكة على أن يلحق بنا كلا من ألفونس ووالده بائع الخمور ومونيكا وكاترين بمجرد أن نهيأ لهم المجال ليتم قبولهم وعلم والدى بما أثمرت عنه بعثتى وبما وصل الحال بى من تفسخ خُلقى وعدم إكتراث بمقدرات الأمة وأن كل همى كان جمع المال والنساء ولتذهب الأمة إلى الهاوية
 
 
وعهد أبى إلى أحد حكماء المملكة بى لكى أرجع إلى الله وأعود إلى سابق عهدى قبل السفر ولكن هيهات عزمت على خلع أبى من الحكم ومكننى أصدقائى إبراهام وألفونس من تحقيق حلمى
 
 
وبمجرد خلع الملك تبارت كل الدول الموالية لإبراهام من الاعتراف بحكمى وحاشيتى
ومن هذه الساعة تحولت المملكة إلى كيان كبير اقتصاديا وأصبحت البورصة أمل كل كسول وأصبحت مليارات وتريليونات البترول تجذب كل المقامرين ليغترفوا من هذه المائدة
 
وهنا نشط بائع الخمور وطالب بحقه من الوليمة فهو سوف يكون المتعهد الوحيد بتصدير الخمور بكل مسمياتها إلى الفنادق ودور اللهو
 
وبعد إلحاح من مونيكا وكاثرين وبعض التنازلات منهم وافقت
 
ومنذ ذلك التوقيت تغيرت معالم المملكة وتقاسم الأمراء والحاشية والأخطبوط الكبير إبراهام وصاحبه ألفونس مقدرات المملكة من أموال يتم التضارب عليها في البورصات الاوربية ويتم التحكم في هذه الاموال وهى في الخارج
 
فيُوضع لهم بعض الأموال كطعم فتلهث أفئدتهم ورائه ويضعون معظم أموالهم في هذه البورصات ثم يتفاجئون بضياع أموالهم بمسميات عديدة إنخفاض المؤشر، إنهيار سوق النفط ،إنزلاق غضروفي للبورصة أدى إلى إنهيارها فهذا يوم الاثنين الاسود وهذا يوم السبت الأزرق وهلم جره
 
 
وتتهاوى مليارات المساهمين فهذا ينتحر وذاك يلقى بأولاده من الشرفة وذاك يصاب بذبحة قلبية
 
 
ولكن خبراء البورصة يؤكدون بعد عدة ساعات بأن المؤشر يُنبأ بأن البورصة في طريقها إلى التعافي ويصدق المساهمون الكسالى ما يقال لهم وتتوالى الكوارث ولم يتعظ أمراء المال ويغط أغلبهم في سبات عميق ،وتنفلت عرى المملكة من بين يدى
 
 
سيطر الاخطبوط إبراهام ومونيكا على الفضائيات وبثوا كل السموم في رؤس الفتية والفتيات، الختان حرام ،الاختلاط حلال ،البكاره للبنت عاده جاهلية وتعدي على خصوصياتها ،وتعلم الجنس حق لكل فتى وفتاه، وجسم الفتاه تابلوه فنى من حق الجميع أن يستمتع به، ناهيك عن الافلام والكليبات العاهرة
 
ولم يكتفي بذلك بل تم إعداد مجموعه من الدعاة تتبنى أفكارهم الهدامة ومن ناحيه أخرى تبنت كاثرين وألفونس الترويج للحفلات الماجنة وبناء شواطئ تعرف بشواطئ العراه لها قدسيتها ولا يجرأ أحد على التحدث عنها ومهاجمتها في وسائل الاعلام و الفضائيات
 
 
وكان لابد من وقفه بعدما عانيت من بعض المتاعب في كليتي وأحسست بدنو الأجل
 
فأصدرت أول قرار بايقاف البعثات إلى هذه البلدان التي تُغيب الشباب عن واقع أمتهم وعن طاعة الله
 
ثانيا ترحيل إبراهام أخطبوط البورصة وألفونس بائع الخمور ومعهم مونيكا وكاثرين ومصادرة كل أموالهم
 
ثالثا الإعتذار للأمة عن كل مابدر منى وأنا مُغيّب عنهم لعزلى من قِبَل حاشيتي عن الشعب
 
رابعا سحب كل الارصدة المصرفية للمملكة من خارج البلاد قبل أن تجمد وتصادر تحت أى مسمى تواطئا مع إبراهام وأعوانه
 
 
خامسا العوده إلى بناء المصانع والشركات والمعامل وأكاديميات البحوث للنهوض من كبوتنا ومسايرة التقدم العلمى والتكنولوجى وبناء صرح عظيم للزراعة يكفي لإطعام العالم الاسلامى كله دون الحاجة إلى المعونات "شعب لا يأكل من فأسه لا يملك قراره من رأسه"
 
وللحديث ربما بقية

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes