12‏/08‏/2010

الأمة الغافلة


لكم تتواري الكلمات، والمعاني، وتتضاءل غير معبرة عن مكنون النفس من مشاعر جياشة وأحاسيس تستدعيها فلا تسعفك، فتدخل معترك الحياة بلا زاد ، وأرض الوغى بلا سيف ولا درع ،هذا حالي وأنا أنعى أمة ، وأرثى رجالا لم يقرءوا حقائق التاريخ.نسوا الله فأنساهم أنفسهم، أعزهم الله بالإسلام، فابتغوا العزة في سواه، فسلط الله عليهم من لا يعرف الله


وأمة نامت عن الجهاد فتقطعت أوصالها،وتداعى عليها أعدائها كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها،هذا حال المسلمين الآن.


سقطت الأندلس:ورثيناها وأصبحت ذكرى وتاريخ ،نبكيها في مجالس الشعر وواريناها الثرى وهيهات هيهات.




ثم سقطت الخلافة في تركيا:وتحولت من عاصمة الإسلام إلى دولة علمانية،وباسم التقدم والحرية تحولت المساجد إلى متاحف وتحولت المآذن إلى مداخن،وتعالت أفكار بوق الصهيونية اتاتورك.


وهنا امتعض المسلمون وتأسفوا على أرض الإسلام وهى تتقلص كل يوم وتنقص،وتبارى الشعراء هذا يبكيها وهذا ينعيها،وذاك يرثيها.وهيهات هيهات.


سلوناها وجذبتنا الحياة إلى نعيمها.وواريناها التاريخ،ودارت الأيام . وكالعادة لم نتعلم من دروس التاريخ.

أعدائنا لديهم استراتيجية،يهتدون بها ونحن هائمون على وجوهنا سعيا وراء ملذاتنا،كلا يكدس الأموال ونتبارى في اللهو واللعب،وتفاجئنا الأحداث،ومع المفاجئة يصعب التفكير.


وتسقط فلسطين: بالغفلة بالوهن،بالخيانة،أيا كانت المبررات وكالعادة يدخل الزعماء العرب والمسلمين في فلك المشاحنات الجانبية،هذا يتوعد وذاك يهدد هذا يندد وذاك يشجب


والشعب الفلسطيني،يستعر بنار الاحتلال ، ويستغيث وما من مجيب ويستجير وما من مغيث،وطن يغتصب.وشعب تنتهك حرماته.وأمة تغط في سبات عميق ، يساق شبابها وشيوخها صغارها ونسائها ليفعل بهم الأفاعيل ثم يقتلوا كالهوام وما من مجير.


أين العالم المتحضر أين عصبة الأمم.أين من يتشدقون بحقوق الإنسان،أين الجهاد يا أمة الإسلام.شعب يباد بالطائرات والدبابات والمسجد الأقصى سليب،أولى القبلتين وثالث الحرمين ، يزأر ، فكوا القيود، مزقوا الأغلال، وما من مجيب.هذا يمنيهم وذاك يرشيهم .


تنبثق الأرض عن أطفال الحجارة ليضربوا للزعامات الواهية دروس في قوة الإرادة،كيف يقف طفل ليواجه مدرعة أو دبابة بحجر وحين يقع بصرك على هذا المشهد فلا أقل من أن تقول سبحان الله

يجتمع القادة الأشاوس ليعضدّوا صمود المجاهدين ولكنهم اتفقوا على الفُرقة،وأصبحوا أسباط كل فرقة بما لديهم فرحين.


وكما يقال: (تمخض الجبل فولد فاراً)،واستهان العالم بالإسلام والمسلمين، فتقطعت بهم السبل.فأمسوا غنيمة للذئاب والضباع ،استبيحت دمائهم ومقدراتهم وأعرآضهم،وانفرط عقدهم.


من الشيشان إلى سراييفوا من ألبانيا إلى الصومال من لبنان إلى جمهوريات البلطيق، آلاف القتلى.وبحور من الدماء والأشلاء،وملايين المشردين.والعالم يغض الطرف.لا يرى لا يسمع لا يتكلم،ومن يطالب بالجهاد فهو أحد اثنين:إما إرهابي أو خائن.


وآثر الناس الصمت.ولم يستمعوا لقول الله:(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) صدق الله العظيم .


ويصدق فينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم،(إنكم غثاء كغثاء السيل.. الحديث)


مليار من المسلمين،أموال طائلة،بترول،ثروات،أرض خصبة،جنان وثمار،  ولكن  استكانوا إلى الاض وإلى نعمة كانوا فيها فاكهين،ورضوا بالحياة الدنيا عن الآخرة،ولم يفطنوا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم .( لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء)


وتُستر قصة كفاح شعب فلسطين ليرويها القصاصين والشعراء،وتندرج إلى جوار مثيلاتها الأندلس،والأستانة، وفلسطين،ولم نعى الدرس! ويتكرر سيناريو فلسطين ولكن في العراق، تحاك المؤامرات وتتعدد الأدوار وتختلف المسميات من إحتلال إلي تحرير،أو قل تنوير.وربما الحفاظ على الثروات حتى تٌرشد الأمة، وبين ليلة وضحاها ينشط مجلس الأمن،وتظهر له أنياب أين كانت سالفا.ومن أيقظه من سُباته ، إنها السطوة،والقوة والجبروت.


تعالت النبرات تطالب برأس المسلمين بالحصار،بالتجويع،بالتفتيش على الأسلحة الكيماوية تارة وعلى الجرثومية تارة .واستباحوا أرض العراق من شمالها إلي جنوبها ومن شرقها إلي غربها مستغلين في ذلك القوميات و الفرق هذا سني و ذاك شيعي ، هذا درزي و ذاك كردي و هذا أشوري ناهيك عن النصارى و اليهود و العملاء عاملين بالحكمة القائلة " فرق تسُد "


ولم يفطن العرب والمسلمين إلى ما يُنسج لهم وتستشري حسن النية عن جهل ،عن سوء قصد. ويتراشق القادة بالكلمات،وتعقد قمم القاع .ويتبارى القادة في التراشق بالكلمات .أنت خائن وأنت عميل وأنت مأجور وأنت مرتش ، ويتم تأجيل القمة ريثما تصفوا نفوس الرؤساء  ويتدخل الحكماء وتطوى صفحة الخلاف وينسى الجميع لما عقدت القمة ويذكرهم حكيمهم بأنهم جاءوا لتصفوا النفوس ويتصافحوا أمام الكاميرات.ويرجعوا إلى شعوبهم،وقد ذال الجفاء بينهم

ويتندر المؤمنين على عهود الرجال ويبكى المجاهدين صلاح الدين ويناجيه المظلومين.قم من مرقدك ،وارنوا، هذه بغداد مضرجة في دمائها.تستغيث تستجير أين الفاروق أين المعتصم أين صلاح الدين،بغداد تحترق ولا تسمع إلا صدى الصوت.يقول:(أصبت إن ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادى).

ورب ضارة نافعة.فلعل ما يحدث إمام أعين الشعوب من ظلم ومذابح يوحد صفوفهم ويقوى شكيمتهم،ويقربهم إلى الله.وينضموا إلي إخوان لهم سبقوهم بالشهادة،وليعلم الحكام إنه إذا اشتدّ الطوفان لن يجدوا بجوارهم إلا من كانوا يرموهم بالإرهاب.يحملون رؤسهم على أكفهم في سبيل الله والوطن،ولتعلم أخا الإسلام ،أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.وأن الشهادة أرفع وسام  وأبلغ منزلة وأعلى درجة تقربك إلى الله،وتسموا بك من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة،ومن كنف العباد إلى رحمة وعطاء رب العباد ،ومن صحبة الدنيا إلى رفقة  الأخيار والصالحين.




ولا تجعلوا القرآن في بيوتكم تميمة أو حرز تتيمنون به،إن القران دين ودولة ،اقتصاد وسياسة، علم وعمل، طب وتشريع ، سلم وحرب، حساب وفلك، تاريخ وإعجاز، دنيا وآخره .من أخذ به نجا ومن جعله خلفه خسر.


ولا تكن أخي المسلم ممن قيل فيهم " إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا "



"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"صدق الله

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes