إن الإسلام دين السماحة فقد قال رسول الله (ص) (إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته . رواه مسلم) وقال (ص)
((من قتل عصفورا فما فوقها بغير حقها سأل الله عز وجل عنها يوم القيامة قيل يا رسول الله فما حقها قال حقها أن تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فيرمى بها ))دين يمنع قتل عصفور هل يدعوا إلى قتل نفس بشرية مهما كانت عقيدتها بالطبع لا،
ويحزن الإنسان حين يرى بعض الناس تقتل وتروع الآمنين وتنهب وتسلب وتدعى أنها تعمل من منطلق إسلامي
وهنا نتذكر قول الله عز وجل (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )صدق الله ،
إنهم فئة ضالة فسروا القرآن على أهوائهم ولم يبصروا أفعال الرسول (ص) من تسامح وعفوا مع أهل مكة رغم معاناته معهم ومقولته (ص) الشهيرة حين تم أسر الكثير منهم بعد فتح مكة ؛حيث قال لهم (ص) معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم قالوا خيرا أخ كريم وبن أخ كريم قال اذهبوا فانتم الطلقاء
وكما قال العلماء إن فساد العمل من فساد العقيدة،
ونذكر هنا وفد نجران :
قال ابنُ إسحاقَ: وَفَدَ على رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وفدُ نَصَارى نجران بالمدينة, فحدَّثني محمد بن جعفر بن الزبير, قال: "لمَّا قدم وفدُ نجرانَ على رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-دخلُوا عليه مسجدَهُ بعد صلاةِ العصرِ, فحانتْ صلاتُهم فقامُوا يُصلُّون في مسجدِهِ, فأراد النَّاسُ منعهم, فقالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-:"(دعُوهم), فاستقبلُوا المشرقَ فصلُّوا صلاتَهم." سيرة ابن هشام1/573،584، وابن سعد 1/357."
كتاب رسول الله(ص) لوفد نجران:
كتب لهم في الكتابِ: "بسم الله الرحمن الرحيم, هذا ما كتب محمدٌ النَّبيُّ رَسُولُ اللهِ لنجران إذ كان عليهم حكمه في كل ثمرةٍ وكل صفراء, وبيضاء, وسوداء, ورقيق, فأفضل عليهم وترك ذلك كله على ألفي حلة في كل رجب ألف حلة, وفي كل صفر ألف حلة, وكل حُلةٍ أوقية ما زادت على الخراج أو نقصت على الأواقي فبحساب, وما قضوا من دروع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بحساب, وعلى نجران مثواة رسلي ومتعتهم بها عشرين فدونه, ولا يحبس رسول فوق شهر, وعليهم عارية ثلاثين درعاً, وثلاثين فرساً, وثلاثين بعيراً إذا كان كيد ومعرّة, وما هلك مما أعاروا رسولي من دروعٍ أو خيلٍ أو ركابٍ فهو ضمان على رسولي حَتَّى يؤديه إليهم ولنجران, وحاشيتها جِوَارُ الله وذمة محمد النَّبيّ على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم و غائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبعيهم, وأنْ لا يُغيِّروا مما كانوا عليه, ولا يغَّير حق من حقوقهم ولا ملتهم, ولا يَغَّيروا أسقُفٌ عن أسقفيته ولا راهب من رهبانيته, ولا واقهاً عن وقيهاه وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير, وليس عليهم دنيَّة ولا دم جاهلية, ولا يُحْشُرُوْنَ, ولا يُعْشرون, ولا يَطأُ أرضهم جيش, ومَنْ سَأَلَ منهم حَقَّاً فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين, ومن أكل رباً من ذي قبل فذمتي منه بريئة, ولا يؤخذ رجل منهم بظلم آخر, وعلى ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمةُ محمد النَّبيّ رَسُول اللهِ حَتَّى يأتي الله بأمره, ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلمٍ". راجع: ابن كثير في تفسيره،
هكذا كانت سماحة الإسلام، وهكذا يكون التعامل مع غير المسلمين فقد نختلف معهم في العقيدة ولا نختلف معهم في المعاملات أو المواطنة،
ولا نقول عنهم إلا ما قال القرآن عنهم،وقد قال القرآن الكريم ((الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) صدق الله .
وقال تعالى (( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ)) صدق الله
وهنا نقول أن الله عز وجل تحدث في الآية عن المشركين، فما بالنا بأهل الكتاب أو من على ديننا ويختلفون معنا في بعض أمور الدين فنجد من يسارع بتكفيرهم ومن يسارع بقتالهم، فرفقا يا أولوا الألباب.اليس منكم رجل رشيد
اللهم بلَغت اللهم فأشهد ***
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم