ساهم جشع بعض رجال الاعمال وقلة إيمانهم وتعاليهم على الفقراء والمساكين وإستغلال فقرهم وأميَتهم في تشجيعهم على شراء بعض الشقق بالتقسيط المريح وبمقدم بسيط وبمجرد التعاقد يتبين للمتعاقد أنه تعرض لعملية نصب محكمة وعليه أن يدفع ثمن شقة لم يتحصل عليها وعليه أن يدفع فاتورة أميته بالقانون ويصبح المواطن محاصر بين الفقر ومقصلة القانون الذى يجبره على دفع ثمن الشقة عن طريق الشيكات التي وقعها أمام مكتب محامى رجل الاعمال.
وهذا ما حدث بالفعل مع جلال وزوجته ريم بعد تعاقدهم مع رجل أعمال عديم الضمير والاخلاق بمجرد أن أبصر زوجة جلال ريم سال لعابه ولم يستطيع أن يغمض جفنه من جمالها الريفى الذى لم يتعود على رؤيته في مدينته فسارع وقام من كرسيه وطالب جلال وزوجته بالجلوس وقدم لهم بعض المشروبات وتساهل معهم في سعر الشقة وتساهل أيضا في مقدم الحجز ولاحظت ريم أن عينيه لم تفارق وجهها وتبسمه لم ينقطع وطالب رجل الاعمال الزوج برقم الجوال الخاص به ورقم المنزل وبالفعل أعطاه الزوج الرقمين ،
وما هى إلا بعض أيام وإتصل رجل الاعمال بالبيت وحين أجابت الزوجة ريم الهاتف طالبها رجل الاعمال بسرعة الذهاب اليه للتوقيع على التعاقد فأخبرته ريم بأنها سوف تخبر زوجها بمجرد عودته من العمل وأسهب رجل الاعمال في الحوار مع الزوجة وهى يمنعها خجلها من إغلاق الهاتف ورجل الاعمال ينوع الحديث وسط الكثير من الضحكات والتنهدات مما أجبر الزوجة ريم على الاعتذار له عن إكمال الحوار وأغلقت الهاتف ،
مما إجبر رجل الاعمال على الاتصال بالزوج وطلب حضوره للتوقيع على أوراق التعاقد والتوقيع على الشيكات وبالفعل ذهب الزوج بدون زوجته ريم إلى مكتب رجل الاعمال ووقع أوراق التعاقد على الشقة ووقع على عدد كبير من الشيكات قابلة للدفع قبل نهاية كل شهر كما وقع على شيك واحد بثمن الشقة كضمان للالتزام بالدفع في الميعاد ، وخرج الزوج جلال وهو يكاد يطير من الفرحة ويسارع في الخطى لكي يطوى الطريق ليصل إلى زوجته وأولاده ليخبرهم بالتعاقد ويثلج صدورهم ،
وقبل أن يصل جلال إلى منزله أخبر رجل الاعمال الزوجة ريم بالخبر وتحدث معها بطريقة فجة وبذيئة مما أغضبها وعزمت على إخبار زوجها عند عودته ،وما هى إلا دقائق ووصل جلال إلى منزله فأبصرت ريم الفرحة في عينيه فما كان منها إلا أن رفضت أن تحزنه بما قال رجل الاعمال ،ومضى الزوج في تسديد ثمن الشقة حتى جاء موعد الاستلام ففوجئ الزوج بمماطلة رجل الاعمال ومطالبة الزوج بمبلغ إضافى نظير إرتفاع ثمن الحديد والاسمنت ،وهنا رفض الزوج وكاد أن يتشابك مع بعض رجال مكتب رجل الاعمال الذين أخبروا الزوج بأن رجل الاعمال من رجال الامن السابقين ويمكن أن يقذف به وبزوجته في غياهب السجون ،
وشعر الزوج بضعفه أمام جبروت هذا الرجل ومضى الزوج إلى البيت وهو يكاد ينفطر قلبه من الحزن والاهانة التي تعرض لها ،وفى نفس الوقت عجزه عن دفع المبالغ الاضافية أو دفع ثمن إستقدام محامى للدفاع عنه ،وعاد الزوج للبيت وأخبر زوجته بما حدث معه وهو يكاد يبكى ،وهنا صممت الزوجة على الذهاب إلى مكتب رجل الاعمال لكي تترجاه أن يوفى بكلامه مع زوجها لانهم في أشد الحاجة إلى الشقة لان بيتهم متصدع وقابل للانهيار في أى وقت
وبالفعل ذهبت الزوجة إلى رجل الاعمال الذى كان صريح معها وأخبرها بأن الشقة والشيكات بالاضافة إلى الشيك الذى وقعه جلال بالمبلغ كله تحت يديها في مقابل أن تمكنه من نفسها !!وهنا كاد فؤاد ريم أن يتوقف من قوة الخفقان وخرجت مسرعة من مكتبه وهى لاتدرى ماذا تفعل أتخبر زوجها جلال فتزيده غم على هم أم تصبر ربما يجعل الله لها مخرجا ،وماذا يفعل زوجها جلال إذا صدق رجل الاعمال في تهديده وقدم الشيكات إلى النيابة وما أن وطئت قدميها المنزل حتى هاتفها رجل الاعمال على البيت ليعرف ما توصلت اليه فما كان منها إلا أن طالبته بالحضور إلى منزلها صباحا وزوجها في عمله ومعه الشيكات وسوف تمكنه من نفسها في مقابل أن لا يخبر زوجها ولا يكرر طلبه فوافق هذا الافاق المخادع على الفور وذهب لها في الموعد وكانت في ملابس تخطف الالباب فما كان منه إلا خلع معطفه وإطمئن إليها وجلس يشعل غليونه حتى تأتى له بالطعام فما كان منها إلا أن صبَت فوق رأسه الماء المغلى المعدَ للشاى فلقى حتفه في الحال ،فأخرجت من جيبه الشيكات ثم قامت بالصياح فتجمع الناس وأخبرتهم بتهجمه عليها مما جعلها تلقى بالماء المغلى عليه ،وحكم عليها بثلاث سنوات مع الشغل وخرجت إلى أسرتها بعد الوفاء بالمدة وإستقبلها الزوج إستقبال الفاتحين بعد أن مكنته المحكمة من الشقة وعاشت الاسرة حياة سعيدة وتفاخر الزوج بوفاء زوجته وحفاظها على عرضها وتمسكها بالأخلاق الذى كانت منهاج حياتها *** (قصة قصيرة )
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم