تفتق ذهن شهاب وهو شاب وسيم وأنيق في هندامه ويتمتع بقوام ممشوق وبنية جسدية قوية وفى ريعان الشباب فهو لم يتجاوز عامه الرابع والعشرين وفشل في الحصول على ليسانس الحقوق فأشاع بين أصدقائه ومعارفه أنه حاصل على ليسانس حقوق ولكنَه فضل العمل الحر فتمكن من تحقيق حلمه في أن يكون حلاق للسيدات ( كوافير ) ويذيع صيته في أرجاء المدينة وتكون له اليد العليا في هذا المجال.
وبالفعل كان له ما أراد وتمكن من تكوين إمبراطورية في هذا المجال وأصبح لا ينافسه أحد في هذا السوق وذاع صيته حتى أصبح معروفا للممثلين والإعلاميين وكبار سيدات المجتمع ونجوم الشاشات وأصبح يشار إليه بالبنان
وإلى هنا ليس هناك عتاب على خطاه ،ورغم أنه وصل إلى كل أهدافه إلا أن فراغ قلبه وفكره من الإيمان وشعوره بأن الحياة تنجذب إليه وتنهار تحت قدميه وأنه لا يعانى فراغا في حياته لكثرة المعجبات والشعور بأنه ينال منهنَ مأربه دون عناء وشعوره بأن الانحلال يسود الكثير من السيدات اللائي يتعرف عليهنَ في عمله فتفتق ذهنه المريض على تصوير هؤلاء السيدات الفاجرات وهن يتنازلنَ عن كبريائهنَ بين يديه وتهديد هؤلاء السيدات المرموقات اجتماعيا لتنفيذ كل مطالبه واستنزافهم ماديا وجسديا بعرضهم للأثرياء العرب مقابل بعض الخدمات.
ومع اتَساع نشاطه وعدم تنفيذ واحدة من هؤلاء الفاسقات لتهديدها بإبلاغ زوجها الرجل المهم أو تبليغ الشرطة عنه قام بتأسيس شبكة كبيرة من العاهرات الغير معروفات للجهات الأمنية وذاع صيته في أرجاء الخليج العربي وأصبحت كل فتاة وسيدة من شبكته لها سعر معروف ،وفى غضون خمسة عشر عام أصبح هذا الفاسق الفاسد من أثرياء الوطن العربي وأصبح له يخت يجوب به الشواطئ العالمية ويشار إليه في طول البلد وعرضها بالبنان وتفتح له كل الأبواب
وذات يوم وقع في غرام فتاة إعلان أجنبية فأصبح أسيرا لها يطاردها في كل بلدان العالم وأينما ذهبت وجدته ينتظرها حتى تمكن من الإيقاع بها وتزوجها وبعد عدة شهور من زواجه بها وجدها وصديقها في يخته بعد غيابها عن البيت لعدة أيام وبعد نقاش شديد وعنيف أخبرته أنها تزوجته وهى تعلم بعلاقاته المتعددة بالسيدات ولم تعترض على ذلك وهو تزوجها ويعلم أنها لا تتحمل العيش مع رجل واحد عدة أشهر وعليه أن يتكيف مع هذه الأمور ولا يحملها أكثر مما تحتمل وهنا قام شهاب بالقبض على عنقها ولم يتركها إلا وهى جثة هامدة على الأرض ،وانتهت إمبراطورية حلاق السيدات خلف القضبان ينتظر القصاص ،
((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ ) صدق الله (قصة قصيرة )
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم