المتابع لمجريات الامور على الساحة العربية والاسلامية يجد الشريعة الاسلامية في وادى، وما يحدث على أرض الواقع في وادى أخر ،ففى دولة فلسطين المغتصبة كل شئ يمشى على الارض أو يتحرك أو ربما يتنفس فهو هدف للقنص من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلى فهم لا يتورعون عن
قتل الشيخ الكبير المريض أو المرأة الكبيرة الهرمة أو السيدة الحامل أو الفتاة الذاهبة للمدرسة ولا تحمل غير كتبها أو الطفل الصغير الذى بالكاد تحمله أقدامه أو يغتصبون أرض يقوم بزراعتها كهل كبير طاعن في السن يصرف من ريعها على أسرة كبيرة هو العائل الوحيد لها أو تقطع عدة دونمات من شجر الزيتون الذى ينتظره الكثير من العائلات كمصدر أساسى لدخل العائلات ،
أضف إلى ذلك الانقسام بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقادة حماس في غزة ذات الحكم الذاتي ،وهذا الانقسام والعداء بين الإخوة في فتح وحماس عمق الاحساس بالغربة بين الشعب الواحد ،
والغريب والعجيب ما يسمى بالتنسيق الامنى بين بعض الفلسطينيين وقوات الاحتلال ، والاعجب من ذلك سعى كل طرف من طرفى الحكم إلى الاستئصال بكل ما يصل إلى يده من أموال لصالح منظمته وليذهب الشعب إلى السعير.
ووسط هذا الصراع بين الإخوة تغتصب الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة الاراضى تباعا وتتسارع الحكومات بدعم من الصهيونية في بناء المستوطنات التي تأكل معظم الاحياء العربية في القدس المحتلة وأراضى الضفة الغربية وفى صمت كامل من العالم العربى والاسلامى والدولى وبدعم من الولايات المتحدة الامريكية ،
وقد كان العالم العربى يعول كثيرا على إتفاقيات السلام أنها سوف تعيد بعض الاراضى الفلسطينية التي أغتصبت قبل عام ثمانية وأربعين وكل الاراضى التي أغتصبت عام سبعة وستين حيث يتم تأسيس دولة فلسطينية على هذه الاراضى ، ولكن للاسف حتى هذا الحلم لم يتحقق إلى الآن رغم مرور أكثر من ثلاثين عام على التفاوض مع المحتل دون الوصول إلى بوادر لانسحاب المحتل من الاراضى المحتلة أو على الاقل التوصل إلى حكم ذاتى لمدة عدة سنين ثم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة تكون عاصمتها القدس.
والمتابع لتسويف الحكومات الامريكية يبصر أن الامريكان مهمتهم توفير الوقت والغطاء لاسرائيل حتى تنتهى من إبتلاع الاراضى الفلسطينية كلها ويتحول الفلسطينيين إلى مواطنين من الدرجة الثالثة داخل كردونات بين المستوطنات الاسرائيلية ويكونون أيدى عاملة رخيصة تعمل عند اليهود وتنتهى القضية الفلسطينية.
ونحن هنا ندق ناقوس الخطر للاخوة الفلسطينيين لكي يتناسوا خلافاتهم ويتحدوا ويتوحدوا ويرفعوا راية الجهاد ، فكما قال الحكماء يدا تبنى وتزرع ويدَ تمسك السلاح ويدَ تتفاوض من منطلق القوة ،
((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) صدق الله
اللهم بلغت اللهم فأشهد ***
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم