عاشت سهام حياة صعبة حيث كانت بنت ضمن أسرة من أحدى عشر فرد ،سبع ذكور وبنتين والأم وهى ربة منزل والوالد وهو عامل في مرفق المياه لا يتجاوز أجره بالحوافز ثلاثمائة وعشرين جنيها ،وعليهم أن يدفعوا منهم إيجار المنزل وملابس للجميع ومأكل للجميع ومصاريف مدارس للأولاد السبعة الذكور، وفيما عدا ذلك لم يسمح الوالد للبنتين بالذهاب إلى المدارس،وفى وسط هذه الأجواء نبتت سهام وهى تكن الكره والحقد لإخوتها الذكور وجيرانها الذين ينعمون بالسفر كل صيف إلى مرسى مطروح ويطالبون أهل سهام بان يراقبوا شقتهم أثناء سفرهم ،كما تنقم سهام على أبناء عمومتها لأنهم يعيشون في رغد العيش ويمنون عليهم بالملابس المستعملة ،
وعند بلوغها الثانية عشر من العمر طالبت والدتها بعد وفاة والدها بان تذهب إلى المدرسة ولن تكلفهم شئ وبعد إلحاح وافقت الأم على أن تذهب سهام للمدرسة ،وكم كانت فرحت سهام ولم تنتظر حتى بداية الدراسة بل طلبت من جارتها مساعدتها في تعلم القراءة والكتابة ،ومع إصرار سهام على التعلم تفرغت جارتها لتعليمها يومي الخميس والجمعة
وبالفعل قبل أن تبدأ الدراسة كانت سهام تستطيع أن تكتب وتقرا ،وتقدمت لامتحان السنة الرابعة ونجحت بتعاون المراقبين وتعاطفهم معها ،وتنقلت سهام في مراحل التعليم حتى تخرجت من الجامعة وهى عمرها ستة وعشرين سنة ،واستقلت عن أسرتها وعملت في التدريس بمدرسة إعدادية وبدأ اسمها يلمع كمدرسة متمكنة في الرياضيات
وفى ظرف أثنى عشر عام تمكنت من شراء سيارة واستأجرت شقه في مكان متوسط وبدأت في قيادة أسرتها وتفريغ شحنات الحقد والكراهية في نفوس زوجات أخواتها في مقابل بعض المساعدات التي تقدمها لهم ولأولادهم ،
وأصبحت مسموعة الكلمة ولا يرد لها إخوتها الذكور كلمة ،ومن هذا المنطلق حولت حياة زوجات أخواتها وحياة أخواتها إلى معارك ومشادات لا تنتهي ،ولا تستطيع زوجة من زوجات أخواتها السبعة أن تثبت كذبها وتدخلها في شؤون حياتهم وبدهاء ومكر تمكنت من الضغط على اثنين من أخواتها حتى طلقا زوجاتهم ،وتربصت بزوجة أخيها الكبير حتى جعلته يشك فيها وضربها حتى كادت تموت وحكم على أخيها بسنه سجن وطرد من عمله ،وبعد وفاة أمها طالبت أخيها الأوسط بترك الشقة مقابل مبلغ صغير سوف تدفعه له وحين رفض أطلعت صاحب البيت على امتلاك أخيها لشقة أخرى في نفس المنطقة، فطالبه صاحب البيت بالشقة وتمكن بمساعدتها من أخذ الشقة منه وتأجيرها لها لتجعلها للدروس الخصوصية
وجن جنون أخيها فما كان منه إلا أن ذهب إليها وعاتبها فحدثت مشادة كبيره بينهم تدخل على إثرها أبن أخيها وطعنها بسكين فقضى عليها ،
وبذلك قضت هذه الحاقدة الكارهة للناس على أسرة كاملة لعدم رضاها بقدر الله ،..........
(قصة قصيرة )
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم