خرج الثعلب يوم في انتخابات برلمانية

مشاهدات

كم من الوعود الكاذبة والايمانات الكاذبة و الأماني الكاذبة والعهود الكاذبة والبرامج الحزبية الكاذبة والنقود التي تدفع لمعدومي الضمير والمزورين والمزيَفين وهى نقود للبنوك سرقت بطريقة وجيه من وجهاء الانفتاح ولم يعرق في الحصول عليها صاحبها ونذر أن ينفقها في سبيل دخول البرلمان فقام سيادته بالإنفاق على الدعاية الانتخابية بعدة ملايين والانفاق على البلطجية عدة مئات من الالاف والانفاق على الحراسة الشخصية عدة مئات من الالاف ويصرف سيادته على الاصدقاء والرفاق والاصحاب والاهل في يوم التصويت الملايين وتكثر الخطب الرنانة والاحاديث عن الخير والجمعيات الخيرية التي يساعد في تأسيسها السيد العضو المرشح للانتخابات ويكمل سيادته الوجاهة بالمسبحة التي لا يتركها من يده والمصحف الذى لا يغادر سيارته والابتسامات التي يوزعها على أهل المنطقة والملايين التي يتبرع بها للحزب لكي لا يتخلى الحزب عنه ،ويغدق عليه من صناديق الاصوات المسددة مسبقا وجوالات الاوراق التي سودت من قبل وجاهزة لكي تصب في الصناديق والرجال الاوفياء الذين يحافظون على وصول الاصوات إلى الصناديق دون أن يتابعهم أحد ،

أضف إلى ذلك الحماية والقوة والطمأنينة التي يوفرها رجال الحزب للمرشح وأضف إلى ذلك الوعود التي يقدمونها لأهل الدائرة من تغيير شبكة الصرف الصحي وتوفير سيارات النقل العام لأهالي المنطقة وتوفير العلاج المدعم والمجاني لأهل الدائرة وبناء دار للمناسبات وربما بناء جمعية تعاونية وربما وعود ببناء بعض المساكن الشعبية السابقة التنفيذ وربما الكثير من المقابر لأهل الدائرة بعد انتهاء الانتخابات!!

وهنا قد يسأل الانسان نفسه سؤال

لماذا ينفق هؤلاء كل هذه الملايين والوعود وما الهدف الذى ربما يدفعهم لتعريض حياتهم للموت من أجل كرسي في مجلس الشعب ؟

وهل هم حقيقة يسعون لخدمة الشعب أم لنهب ما تبقى للشعب من أموال ؟

وهل مهمة نائب الشعب أن يشرَع ويراقب الحكومة أم يقدم خدمات لأهل الدائرة الانتخابية مقابل بعض المال؟

وهل مهمة نائب الشعب أن يسعى للرقى بأبناء الدائرة التي يمثلها في مجلس الشعب أم يستورد سيارات بدون جمارك وقطع غيار مهربة من الجمارك وينصب على البنوك ويجلب مخدرات إلى داخل البلد وغير ذلك الكثير ؟

إن كثير من أعضاء مجلس الشعب يقومون بدور الثعلب في القصة الشهيرة التي تقمص فيها الثعلب دور التقى ورجل الدين ليصطاد فريسة يتغذى عليها:

برز الثــــعلب يوما في ثياب الواعظــــين ، يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين، و يــــــقول الحمـــــد لله إلــــه العالمــــين، يا عبـــــاد الله توبوا فـهو يهدي التــائبين ،وازهـــــدوا فإن العيش عيش الزاهـــدين ،و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصـــبح فينا ،فأتى الديك رسولا من إمـــــــام الناسكين، عرض الأمر عليه و هو يرجــوا أن يلينا، فأجاب الديك عذرا يا أضـــل المــــــهتدين، بلغ الثعلب عني عن جدودي الصــــالحين ،عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين ،
أنهم قالوا و خير القـــول قول العارفيــــن ، مخطئ من ظـــن يومـــا أن للثــــعلب دينا

فيا ليت هؤلاء المتنافسين على رغيف خبز الشعب يتركوا للشعب لقمة تعينهم على معارك الحياة ،نجانا الله وإياكم من مكائد الشيطان ،

(( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80))) صدق الله *** اللهم بلغت اللهم فأشهد ***

Posted in: أراء وتحليلات سياسية (بقلم أبو عمر)