14‏/11‏/2010

زهَاد العصر الحديث

روى أحمد عن عبدا لله بن مسعود، قال: "كنا يوم بدر، آل ثلاثة على بعير- أي: يتعاقبون- أبو لبابه وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، فكان يركب صلى الله عليه وسلم قليلاً ثم ينزل ثم يركب الأخر ثم ينزل فاستحوا منه لأنهم أصحاب ورجال عاديون أما هو فمحمد عليه الصلاة والسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يمشي وهم يركبون قالوا يا رسول الله لا نركب أبداً الركوب لك قال لستم بأحرص على الأجر مني ولستم أقوى على المشي مني فكان يركب قليلاً وينزل صلى الله عليه وسلم

وقبل وفاة الرسول (ص)عين (ص)أسامة بن زيد على قيادة الجيش وحال وفاة الرسول (ص)عن تشييع الرسول (ص)لاسامة بن زيد إلى غزوته ، وحين تقلد خليفة رسول الله أبو بكر الصديق أذن لاسامة بالانطلاق إلى الجهاد وخرج خليفة رسول الله (ص)مع الجيش وهو يمشى على قدميه وأسامة بن زيد يركب على فرسه ،فطلب اسامة بن زيد من خليفة رسول الله (ص)أن يركب على الجواد واسامة يمشى على قدميه ،أو أن ينزل اسامة عن جواده ويمشى مع خليفة رسول الله (ص)فرفض خليفة رسول الله (ص)مطلب أسامة وقال له إني أحب أن أغبر قدمى ولو ساعة في سبيل الله ولكنى أستاذنك في أن تترك لى عمر بن الخطاب يعيننى على أمور الدولة فاذن له أسامة بن زيد الذى كان سنه في ذلك الوقت لا يتجاوز عشرين سنة ،وخليفة رسول الله (ص)عمره تجاوز الستين عام ومع ذلك يستاذن اسامة بن زيد في إن يترك عمر بن الخطاب ،هؤلاء النبراس للمسلمين والقدوة وهؤلاء وضعوا المنهج الذى نهتدى به إذا اردنا النهج القويم والصراط المستقيم ،
وكانت هذه مقدمة لما هو أت ،لماذا كان هؤلاء الصالحين يحرصون على الخير أينما وجد ويسارعون إلى عمل الخيرات والصالحات ويتسابقون إلى الجهاد فوجدنا من هؤلاء القمم من يجاهد عام ويحج عام ومنهم من يتبرع بنصف ماله في سبيل الله ومنهم من يتبرع بكل ماله في سبيل الله وذكر عن بعض الصحابة أنهم قالوا لرسول الله (ص)ذهب الاغنياء بالفضل فأنهم يصلون كما نصلى ويجاهدون كما نجاهد ويزيدون علينا باموالهم فهم يحجون ويزكون ويتصدقون ،فهم إذا يطلبون خير الآخرة ولم يطلبوا شئ للدنيا ،فقال لهم رسول الله إذا اردتم أن تسبقوهم فقولوا دبر كل صلاة ،سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله اكبر ثلاثا وثلاثين ففعلوا فوجدهم الاغنياء يجلسون بعد الصلاة يقولون شئ فسألوهم ماذا تقولون عقب الصلاة فأجابوهم بما يقولون ففعل الاغنياء ،فذهب الفقراء إلى رسول الله (ص) وأخبروه بما فعل الاغنياء فقال (ص) هذا فضل الله يؤتيه من يشاء ،

إذا كان هدف الجميع إغتنام الخير والصالحات والسعى إلى إغتنام كل دقيقة في الحياة ،ونذكر هنا رسالة احد الصالحين لابنه فقال له يابنى إن العمر سنين والسنين شهور والشهور ساعات والساعات أنفاس والانفاس محاسب عليها فكل نفس يشبَه لك يوم القيامة كصندوق يوضع فيه ما تقول وتفعل في هذا النفس فإن خيرا فخير وإن شرا فشر وتجمع لك هذه الصناديق يوم القيامة وتفتح أمامك فأن كنت تريد أن يخرج لك منها غرس الجنة فافعل خيرا وأكثر من قول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، وإن كنت تريد أن تجد فيها نميمة وغيبة ولغو ولعب وشر فأفعل ولا تلومنَ إلا نفسك ،
وهنا نذكر الإخوة الاعزاء القراء لماذا نزهد في الخير ولماذا يصلى المصلون ويفرون من المسجد كانما يطاردهم قسورة لماذا لا نختم الصلاة ونفوز بالخير الكثير ،لماذا نذهب يوم الجمعة إلى المسجد بعد أن يصعد الخطيب المنبر مع أن الرسول (ص)"من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرّب بدنة،  ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرّب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرّب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر "
إذا لماذ نزهد في كل هذا الخير ألسنا في حاجة أكثر منهم للحسنات والثواب أم الحياة الدنيا خيرا عندنا من الآخرة ،وقد قال عز وجل (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَىٰ )وقوله تعالى ((وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)صدق الله العظيم ،فلنتعاون على الخير ولا نحقر من المعروف شئ ولنسارع في الخيرات ولا نكون من الزاهدين في الخير ونكون زهاد العصر الحديث

اللهم بلغت اللهم فأشهد وفقنا الله وإياكم لما فيه خير الاسلام والمسلمين ***  

2 أضف تعليق :

علي رياض يقول...

كل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك..

Unknown يقول...

الاستاذ علي:
وانت بخير
بارك الله فيكم

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes