((قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ
مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) صدق الله
((أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ
وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ )) صدق الله.
عندما يشعر الإنسان بأنه مقبل علي
الموت فتجده بين حالين الحالة الأولى تجده هادئ ومستقر الوجدان يحاول كسب الوقت
بتلقين أولاده وزوجه ما يريد أن يخبرهم به وربما يعظهم بما يثبت أفئدتهم ويجعلهم
يتقبلون قضاء الله عز وجل برضا ثم يقوم إن أمكن ويتوضأ ويصلي ما شاء الله له أن
يصلي منتظرا الموت في سكينة وتلهف لملاقاة الله عز وجل والأخر تجده عندما يشعر
مجرد شعور أنه قام من النوم صدره مقبوض ويشعر بضيق في التنفس هنا يقيم الدنيا ولا
يقعدها ويتصل بأهله وجيرانه وتجده يتخبط في شقته يحاول الوقوف فلا تقوى قدميه على
حمله ويشعر ببرودة في أطرافه وميل للغثيان وتتخطفه الأفكار ويشرد فكره ويمر شريط
عمله الفاسد أمام عينه ويرفض المكوث في السرير ويأتيه الطبيب وعبثا يحاول أن يخبره
أن ما يشعر به هو مجرد وخز ضمير أو نفث شيطان في صدره ليخيفه ومع خوفه المتنامي
يضطر الطبيب إلي إعطاءه مهدئ كي ينام وبالفعل ما هي سوى دقائق ويغط أخينا في سبات
عميق ويصحوا بعد عدّة ساعات فيراجع ما حدث له ويقول في نفسه إنه كان علي بعد خطوات
من الموت والحمد لله فقد عافاه الله عز وجل وبدلا من أن يتعظ ويرجع عن أفعاله
وأعماله الفاسدة تجده بمجرد أن يسترد ثقته في نفسه يعود سيرته الأولي
وتمضي به الحياة علي هذا المنوال
عدّة شهور ثم يجد نفسه ذات ليلة وهو نائم يصحوا علي شعور أكيد بالموت ويشعر أن
السماوات انطبقتا علي صدره وأنه لا يستطيع فكاكا وحراكا من سريره ويشعر بقشعريرة
في جسده ويحاول أن يقوم من سريره فلا يستطيع الحراك وهنا عليه أن يسارع بذكر الله
عز وجل ولكن للأسف يحاول الكثير في هذه الظروف الفكاك والخروج من البيت فلربما
ينجده أحد مما هو فيه وكلما حاول القيام من سريره كلما شعر بضيق في الصدر وسرعة في
ضربات القلب مما يزيد من حاجته للهواء وربما تصبب عرقا وبمجرد شعوره بأنه يستطيع
تحريك قدميه يسارع بالزحف للنزول من مضجعه طالبا الغوث من أهله وجيرانه وينتهي به
المطاف إلي حقنة من طبيب تجعله ينام وتعود الكرّة مرّة ومرات ويجعله الشيطان
ألعوبة يلهو بها كلما أراد ؛
والحل أن يرجع إلي الله عز وجل ويتوب
إليه ويندم على ما مضى من أفعال ويعزم الأمر علي أن لا يرجع عن توبته ويحافظ على
صلاته وأذكاره ويعلم تمام العلم أن الآجال مكتوبة في اللوح المحفوظ والنفس إذا جاء
أجلها لا تتقدم دقيقة ولا تتأخر دقيقة وأن الله عز وجل خلق الموت والحياة ليبلونا
أينا أحسن عملا ؛ ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )) صدق الله.
وللحديث إن شاء الله عز وجل بقية.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم