غريب أمر هذا العالم الذي يدعي
التحضر والمدنية فتجده يقيم الدنيا ولا يقعدها من أجل قطة حبستها صاحبتها ونسيت
تترك لها طعامها يوم أو يومين بينما تجد قتل شعب بأكمله من المسلمين في البوسنة أو
الهرسك أو الشيشان أو بورما أو تايلاند أو الصين أو فيتنام أو بلغاريا أو كمبوديا
أو الأرجنتين أو كولومبيا أو الهند تجد تطهير مدن وقرى بأكملها لا يحرك للعالم
المتقدم جفن إن الاف المسلمين يحرقون وتلتهم النيران منازلهم وتحصد المناجل رؤوسهم
ويغتصب البوذيين نسائهم ويلجأ هؤلاء إلى الكهوف فتحاصرهم الشرطة وتساعد في تطهيرهم
وتقذف بهم في مقابر جماعية ولا يراعوا حرمة الموتى؛ إذا ما هي حكاية آخر حادثة
للمسلمين الذين تعرضوا للإبادة والتطهير العرقي إنهم مسلمي بورما ويبدأ تاريخهم مع
العنف البوذي عندما جاء الاستعمار الإنجليزي إلى بورما فوقف المسلمين بقوة
للبريطانيين مما جعل بريطانيا تخطط للتخلص منهم عن طريق التفرقة بين الديانات
المختلفة لإيقاع العداوة بين الجميع ومن هنا اشتعلت الحروب بين البوذيين والمسلمين
وكان الهدف طرد المسلمين من وظائفهم ومتاجرهم ومزارعهم نهائيا فتفتق ذهنهم على تخطيط
طويل الأمد يتم من خلاله افتعال عدّة أزمات يتم من خلالها القضاء على المسلمين على
مراحل فكانت أول المذابح عام 1942 وقتل فيها نحو 100 الف مسلم ثم نالت بورما
الاستقلال 1948 وظن المسلمين أن الدنيا سوف تبتسم لهم خاصة بعد أن سمحوا لهم ببناء
المساجد والمدارس وسمحوا لهم بالعمل في التجارة والزراعة وشهد هذا الوقت ازدهار
لتجارة وزراعة المسلمين ولكن لم يهنئوا كثيرا فقامت الشيوعيين بانقلاب وأعلنوا أن
الإسلام هو العدو الأول لهم وترتب على ذلك حملات تطهير وإبادة عرقية وتأميم
للممتلكات وفرض الثقافة البوذية والأسماء البوذية على من يريد الحصول على الجنسية وبذلك
أصبح المسلمين غرباء في بلادهم ولا يحملوا جوازات سفر ويعاملوا كمواطنين لاجئين فغادر
أغلب المسلمين إلى البلاد المجاورة وخاصة بنجلاديش وفي عام 1982 سنّت حكومة بورما
قانون المواطنة الذي جعل المسلمين في بورما لاجئين جاءوا مع الاستعمار البريطاني وبذلك
أصبح المسلمين لاجئين على موائد اللئام ؛وفي عام 2001 شكلت الدولة ميليشيات لقمع
المسلمين أين ما وجدوا في بورما وفي شهر 6 /2012 تعرض 10 من كبار علماء مسلمي
بورما للذبح في جريمة بشعة قام بها البوذيين وعاونهم الشرطة في قتل المصلين كما
يحدث في فلسطين المحتلة وبعد عمليات قتل منظمة قامت السلطات في بورما بفرض حظر
تجول على المسلمين أعقبه عمليات تطهير عرقي راح ضحيته الاف المسلمين وبدأت حملات
لتنصير المسلمين بعد تهديدهم وتعذيبهم وبدلا من تدخل الغرب ضدّ سفاحي بورما صدق الرئيس
الأمريكي أوباما على تعيين أول سفير لأمريكا في بورما بحجة قيام الحكومة في بورما
بإصلاحات ديموقراطية هكذا تثبت أمريكا دائما للمسلمين إنها العدو الأول للإسلام
والمسلمين مهما لبست من أقنعة وتجملت بمكياج لأن أيديها ملوثة دائما بدماء
المسلمين المستضعفين في كافة أركان الأرض؛
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم