التعليم بكل مراحله يعانى من ضعف وهزال وجفاف من المنبع والدليل على ذلك المستوى المتدني للطالب الجامعي ومن يتحاور مع الطلاب بجميع مراحل التعليم يصاب بضيق في التنفس من الغيظ للمستوى الساقط في اختيار كلمات الحوار وللسفاهة والسطحية في الفكر وللخواء العلمي والتربوي والسياسي للطالب، والغريب والعجيب إنك إن أدخلت كلمة عربية "فصحى" إلى الحوار ليست في قاموس هؤلاء الشباب تفاجئ بعدم معرفتهم بالكلية عن اللغة العربية شيء ولا يمتلكوا حصيلة من الكلمات العربية تؤهلهم لحوار بسيط عن الانتخابات أو عن موقفهم من الإعلام الموجه أو عن مهام مجلس الشعب "هل هي رقابية فقط أم رقابية وتشريعية أم رقابية وتشريعية وتنفيذية" تسمع حين ذلك الهرطقة من المتفلسفين والصوت العالي من الأميين سياسيا والصمت من الطيبين؛
بل عندما تحولت دفة الحوار إلى مجانية التعليم والدروس الخصوصية خرج من بين المحاورين من يناصر الجامعات الخاصة لأنها تعطى الشهادات الجامعية دون النظر إلى المستوى العلمي للطالب بل ينجح بمجرد أن يقدم التبرعات والمصروفات في وقتها فلذلك يفضلها على الجامعات الحكومية بحجة أن الجامعات المصرية تجعل رأس الطالب بوتقة تُصبَ فيها المواد الدراسية حتى موعد الامتحانات ثم يتم تبخر هذه المعلومات إلى الهواء بعد انتهاء الامتحانات وتظهر النتيجة ثم يعود الطالب إلى محاضراته وهو فارغ الرأس ليقوم المعلم بأعاده شحنه.
هل المراد من التعليم أن يحصل الطلاب على شهادة علمية ليعملوا بها في سوق العمل فقط أم للارتقاء بالبحث العلمي لتكون دولتهم في مقدمة الدول التكنولوجية والصناعية ويعود التقدم على المواطنين بالرفاهية.
إنني عندما تحدثت ذات يوم مع أستاذ رياضيات عن السبب الذى جعله يحول أبنه من التعليم العادي إلى التعليم الصناعي أخبرني أن البلاد تحتاج في هذه الأيام إلى الصانع الماهر الصادق أكثر من حاجتها إلى المعلم!!! وعندما تحدثت يوما مع أم لثلاث أبناء أيتام عن السبب الذى جعلها لا تسمح لأبنائها بإكمال التعليم الأساسي فقالت لي إن أبنائي الثلاثة منذ وفاة والدهم لم يأكلوا وجبتين في يوم واحد فأصبحوا كما ترى جسمهم نحيل ونحيف فهل من لا يستطيع إطعام أبناءه يستطيع أن يدفع لهم مصاريف الدراسة من كتب وكراسات وتنقلات وغير ذلك " يا أبنى إننا نكمل يومنا نوما " وعندما تفكرت في كلامها وجدتها على حق؛
إذا يجب تغيير طريقة التعليم من المرحلة الابتدائية مرورا بالإعدادية ثم الثانوية فالجامعة ؛وهنا نذكر المعلمين الذين يستعملوا العصا والخرطوم في الضرب للأطفال في المراحل الابتدائية إن هذه الوسيلة تجعل التلميذ يكره التعليم أو يكون تلميذ جبان وفى الحالتين مصر هي الخاسرة؛
وللعلم من يريد أن يتعرف على مستوى التعليم في مصر ينظر إلى مستوى الحوارات على القنوات المحلية والفضائية المصرية وينظر للقيادات المتصدرة للمشهد السياسي وللتشابك والتناحر بينهم على الهواء ولغياب أدب الحوار وهم يتناقشون.
فنرجو الله عز وجل أن يوفق الحكومة التي سوف يقدمها مجلس الشعب القادم لتجعل في مقدمة أولوياتها بعد عودة الأمن للشارع تطوير التعليم والمناهج التعليمية وطمس ما تحتويه من معلومات تخالف الشريعة الإسلامية وتوفير الأساليب الحديثة للطلاب والاهتمام بأن يكون المعلم في مستوى مادى مريح يجعله ليس في حاجة للدروس الخصوصية؛
ويجب أن يكون المعلم على إطلاع دائم بكل ما هو جديد وأن يتم إرسال بعثات من المعلمين للدول المتقدمة للاطلاع على ما هو جديد في مجال أساليب التعليم الحديثة؛ وفق الله عز وجل الجميع لما فيه خير الإسلام والمسلمين.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم