((وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) صدق الله،
قديما قالوا في الأسفار سبع فوائد وكنت اجد معظم من يسافر يبحث عن الثراء أو المتعة حتى قذفت الأقدار بفتاة تدعى كريستين من إنجلترا في طريقي وعرفت عنها أنها سمعت عن الإسلام لأول مرة في حياتها وهى في السنة النهائية بالجامعة من شاب يمنى وكان زميلا لها وكانت تشعر تجاهه بحنين لا تعرف له سبب وكان كثير الحديث عن الإسلام وعن الراحة النفسية التي يشعر بها المسلم عندما يقف بين يدىَ ربه داعيا أو نادما باكيا يرجوا رحمة ربه وحين ينتهى من الصلاة يشعر بطمأنينة وراحة بال وحين ذلك طالبته بتزويدها ببعض الكتب عن الإسلام وانتهى الحوار عند ذلك ؛ وانتهت السنة الدراسية ومضى كلا منهم إلى غايته وظل موضوع القراءة والاطلاع يأخذ حيز من تفكيرها حتى تقابلت مرة ثانية مع صديقها الجامعي فاصطحبها معه إلى أحد جمعيات الدعوة وهناك تعرفت على الصورة الصحيحة للإسلام والمسلمين وبعد فترة قصيرة أعلنت كريستين إسلامها وتزوجت من زميلها اليمنى وعاشا معا أربع سنوات تشربت خلالهم الدين منه ونهلت منه بشره كما تنهل الإسفنجة إذا وضعت في الماء.
وكانت مشكلة كريستين كيف تخبر أسرتها وأصدقائها بإسلامها وبالتدريج استطاعت أن تخبر أسرتها ولم تجد منهم معارضة وحين تغير سلوكها في اللبس والسهر والمعاملة مع أصدقائها وصديقاتها شعر الأصدقاء أنها غيرت دينها ودخلوا معها في نقاش هادئ أخبرتهم خلاله أنها أسلمت وشرحت لهم اللذة والطمأنينة التي تشعر بها بعد اعتناقها الإسلام فرحَب جميع الأصدقاء بفعلتها وظلَت تقص لهم بعض مناقب الإسلام وأخبرتهم أنها ليس عندها وقت فراغ منذ أن أسلمت فهي تقضى معظم أوقاتها في دراسة الكتب الدينية ويساعدها زوجها ؛
وبعد مرور عدَة سنوات أنشأت كريستين جمعية للمسلمات والمسلمين الجدد وكان غالبية هؤلاء من إنجلترا وسويسرا والمانيا وكانت من المشاكل التي تواجههم بعد اعتناقهم للإسلام نفور الأصدقاء منهم وكيف يتم إخبار الأهل ووقت الفراغ الكبير وكيفية التدرج في الامتناع عن السهرات التي لا تتفق ومنهج الإسلام والاطلاع ودراسة بعض الكتب البسيطة عن الإسلام وعدم الوقوع فريسة لبعض الجماعات المتطرفة ؟
وكانت كريستين تعلمهم كيف يتعاملوا مع هذه المشاكل في جمعيتها وكانت تعقد لهم الكثير من الندوات عن الإسلام وتستقدم لهم بعض رجال الدين الكبار لإلقاء بعض المحاضرات في جمعيتها كما كانت تقيم لهم بعض الرحلات الترفيهية البريئة للقضاء على حالة الخمول التي كانت تعتليهم بعض الأوقات حتى ذاع صيت هذه الجمعية وأصبحت نار على علم وإلى الأن وبعد مرور أكثر من 26 عام على اعتناق كريستين الإسلام وهى تجوب العالم تدافع عن الإسلام والمسلمين؛
وهنا يأتي السؤال الذى كلما مرَ بفكري أشعر بضيق في صدري وسرعة في ضربات القلب وهو لماذا يحارب بعض المسلمين منهج الله عز وجل ليل نهار هل لأنهم لم يكدوا ويكابدوا من أجل الدخول في الإسلام أم لأنه جاءهم على طبق من ذهب أم لأنهم لم يطالعوا كيف كابد وجاهد أجدادنا الأوائل من أجل أن ينتشر هذا الدين
إنني لا يغمض لي جفن حزنا على بعض الليبراليين والعلمانيين وبعض أتباعهم من السفهاء الذين يبيعوا دينهم بدنياهم ويجافى النوم جفني وأنا أفكر كيف يفكر هؤلاء البلهاء وما أصبرهم على النار وهل هناك من يعطيهم صكَ غفران أم لدى كبرائهم وشياطينهم حصانة ضدَ العذاب وقدَ قال تعالى ((إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)) صدق الله إنني صادقا من فؤادي أدعوا الله عز وجل أن يهديهم إلى صراطه المستقيم وأن لا يجعل على قلوبهم ران كما قال تعالى ((كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) صدق الله وأخيرا أهدى هذه الكلمات لإخوتي وأخواتي الذين يهاجموا الدين من منطلق حبهم للحرية والانطلاق أقول لهم قيد ساعة في الدنيا ولا قيد الخلدَ في الأخرة ؛ غفر الله عز وجل لي ولكم .
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم