حدث هذا الحوار مع مواطن مصري عقب انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب فحين أبصرني قادما صاح قائلا "تريدون أن تحترق مصر ويحاربها العالم ويتم محاصرتها كما حاصر العالم غزة وكما حدث عقب نجاح جبهة الإنقاذ في الجزائر" وهنا طلبت منه الهدوء إذا أراد التحاور فلبَى مطلبي وجلسنا في أحد الأندية فطالبني بإجابة؛ وقبل أن أجيب أضاف ، ولماذا ترفضوا العلمانيين والليبراليين والشيوعيين وتعادوهم وترحبوا بأهل الكتاب؟
وهنا أخبرته أن مصر ليست غزة ولا توجد مقارنة بينهم ؛
والشعب المصري ليس كالشعب الجزائري فهم تأثروا بالاحتلال الفرنسي لغة وثقافة ومنهج حياة ونحن حفظنا الله عز وجل بوجود الأزهر فلم نتأثر بالاحتلال وظل القرآن الكريم محفوظ في صدور العلماء ، والإخوان المسلمين عندهم خبرة لم تكن لدى جبهة الإنقاذ ثم إن نجاح الإخوان في المرحلة الأولى للانتخابات لا يشعر أحد بالفزع أو الخوف فهم كلما تحدثوا طالبوا المواطن بالمقارنة بين ما قدموه وهم خارج السلطة وبين ما يمكن أن يقدموه للشعب من خدمات ورخاء ونماء وهم بيدهم مقاليد الحكم؛
ثم إن أهل الكتاب ليسوا مسلمين والله عز وجل أمرنا بحسن معاملتهم مالم يحاربونا أو يحاربوا ديننا أو يناصروا أحدا يحاربنا ؛ إنما أنتم محسوبون على الإسلام وأنتم تحاربونه ليل نهار بل تسيئون إلى الإسلام بأعمالكم وأفعالكم؛
فقال لي يشاع أن الإخوان والتيار الإسلامي يريدوا عودة المرأة للبيت أي ردة إلى الجاهلية وأن تتحجب وإلا سوف يلقون عليها ماء النار !! ويحرموا الخمور ، وسوف يغلقوا الشواطئ السياحية ، وسوف يطبقوا الحدود ، ويمنعوا التمثيل ، ويغلقوا المسارح ، ويمنعوا الموسيقى ، ويمنعوا الرقص ، ثم إنهم سوف ينتقموا من المجتمع لإحساسهم بأنهم ظلموا ولم يتحرك المجتمع لإنقاذهم ، وسوف يقذفوا بالعلمانيين والليبراليين في غياهب السجون ،
فقلت له هل لك استفسارات أخرى قال هذه اتهامات تؤرقنا كلما شعرنا أن الإسلاميين على بعد خطوات من صنع القرار وقيادة الدولة ؛
فقلت له أرجوا أن تنصت إلىَ كما أنصت إليك : فيما يخص حجاب المرأة هل هذا الأمر من الله عز وجل أم من جماعة الإخوان؟ "فصمت " وفيما يخص عودة المرأة للبيت هذا الموضوع طرح قبل ذلك من قبل بعض الحكومات لكى يجد الشباب فرص للعمل وتأخذ المرأة التي تترك العمل نصف أجر لمدة خمس سنوات ثم معاش شهري بالإضافة إلى مكافأة نهاية الخدمة ولكن هذه الفكرة لم تجد قبول حين ذاك؛
إذا عودة المرأة التي ليست في حاجة للعمل للبيت ليس بدعة جديدة ابتكرها الإخوان؛ وفيما يخص منع الخمور فقد حرمها الله عز وجل ولم يحرمها الإخوان المسلمين؛ وموضوع السياحة فإن السائح عندما يدخل بلدنا للسياحة فإنه منذ أن يأخذ التأشيرة يكون تابع للقوانين المصرية والمنهج الإسلامي للدولة وعليه أن يحترم ذلك وحين ذلك سوف يكون مرحب به حيث ذهب ويفعل ما يريد عندما يعود إلى غرفته في الفندق وحين ذلك لن يعاتبه أحد،
وبخصوص تطبيق الحدود يا أخي أنت مسلم مطالب مثلى بالمطالبة بتطبيق شرع الله عز وجل وبالمناسبة الحدود لم يبتكرها الإخوان أو السلفية بل هي في كتاب الله عز وجل ولها شروط يجب أن تتوفر بجلاء في كل حدَ ،فمثلا حدَ الزنا يجب أن يتوفر لتطبق حدَ الرجم أو الجلد أربع شهود عدول شهدوا المواقعة فإن لم يقدم القاذف أربع شهود يقام عليه هو حدَ القذف؛ إذا الإسلام لم يأتي لترويع الناس أو لقطع أيديهم ولكن للزجر والقصاص لتستقيم الحياة؛
وبخصوص الرقص والتمثيل والسينما والغناء فيتم التعامل في كل حالة على حدا والقاعدة واحدة كل شيء مباح إذا لم يخالف الكتاب والسنة أو يخالف مكارم الأخلاق؛ وفيما يخص انتقام التيار الإسلامي من العلمانيين والليبراليين والشيوعيين والمجتمع فالإسلام يعلم المسلم أن يعامل المشرك بالرحمة وأن يؤمَنه إن استغاث به (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ )) صدق الله ، فكيف بالمسلم الذى يخالفه بفكر أو منهج يرى أنه الأصلح لبناء الدولة ، إذا كل ما يشاع عن انتقام الإسلاميين ضربَ من خيال ليس له ما يبرره!! وللحديث إن شاء الله عز وجل بقية؛
1 أضف تعليق :
تــحياتي لك
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرحمن
لك خالص احترامي
أتمنــــى لك من القلب .. إبداعـــاً يصل بكـ إلى النجـــوم ..
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم