10‏/02‏/2012

متى استعبدتم الناس

مضى عام على انتفاضة الشعب المصري وإلى الأن لم يزل طواغيت الظلام في مواقعهم داخل أروقة المعتقلات والسجون لم تصل إليهم عيون العدالة ولم يتذوقوا طعم الخوف والمذلة كما أرضعوها للشعب فرادى وجماعات!!! وهنا يتساءل الكثير من الحكماء هل يعلم هؤلاء الفاسقين أنهم إلى ربهم راجعون وأنهم عن أعمالهم مسئولون وأنهم بين العباد في الحشر سيندمون فهلا عملوا لهذا اليوم؛ (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) صدق الله.  
وهلا تكافلوا فساعد الغنى منهم الفقير وعضدَ القوى منهم الضعيف وهل طبق كلا منهم تشريعات الله عز وجل في المعاملات مع إخوانه المسلمين وهل تجنب كلا منهم أن يراه الله عز وجل حيث نهاه ،وأن يجده حيث أمره أم تخاذل الجميع وتكالبوا على مغريات الدنيا وكنزوا من حلها وحرامها فأكلوا مال هذا وسلبوا أرض هذا وهتكوا عرض هذا ولم يكن في حسابهم أنهم سوف يموتوا و يقفوا فرادا بين يدىَ الله عز وجل لا يجدوا سندا لهم سوى أعمالهم التي قدموها ؛ ولم يدركوا قول الله عز وجل ((وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ)) صدق الله وقوله تعالى ((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)) صدق الله.
لقد أسهبت في هذه المقدمة كي تكون عظة للطغاة والمستبدين وزبانية النظام السابق القابعين في مراكزهم إلى اليوم ولم تصل إليهم يدَ العدالة أو تقومهم الانتفاضة التي غيرت الكثير من معالم الحياة على أرض مصر ؛ ورغم أن هؤلاء الفاسدين الفاحشين في مصلحة السجون وفى غيرها من المواقع التي يمارس فيها التعذيب والسخرة للمعتقلين لم يقدم منهم أحد للمحاكمة أو للقضاء أو يحال إلى التقاعد بل وجدنا غضَ للطرف عن هؤلاء الطغاة والاكتفاء بنقل بعض هؤلاء المجرمين إلى مواقع جديدة ليثبتوا جدارتهم في التعذيب وتكريس الظلم؛
وهنا وجبَ سؤال نتوجه به إلى النيابة العامة لماذا لا تقوم بواجباتها تجاه مراقبة السجون على طول البلاد وعرضها ونفس السؤال نتوجه به إلى رجال الدين بالأزهر لماذا لا يقوموا بحملات مفاجئة يطالبوا خلالها وزير الداخلية بالسماح لهم بزيارة السجون مع اللجان الحقوقية لمتابعة أحوال السجناء وخاصة المعتقلين السياسيين من علماء الدين والمفكرين الإسلاميين ولماذا لا يتم العفو عن المعتقلين غير الجنائيين الذين تم محاكمتهم في العهد البائد محاكمات صورية حكم خلالها عليهم بالإعدام أو المؤبد أو غير ذلك من الأحكام الظالمة ولا ننسى هنا أن نذكر بالعلماء المصريين الذين هربوا للخارج من ظلم النظام السابق والأن من عاد منهم للوطن تمَ الزج به في غياهب السجون، فهل ذلك يرضى الله عز وجل وهل من العدل أن يظل بعض الرجال الذين سافروا للخارج لنجدة إخوانهم من المسلمين في بعض دول العالم من اضطهاد القوى العظمى لهم وبعد عودتهم إلى الوطن وجدوا القضايا والأحكام جاهزة ومعلبة لهم فهؤلاء العائدين من الشيشان وهؤلاء العائدين من ألبانيا وهؤلاء العائدين من يوغوسلافيا وهؤلاء العائدين من أفغانستان وهؤلاء العائدين من لبنان وهؤلاء العائدين من الصومال وهؤلاء العائدين من العراق وهؤلاء العائدين من باكستان وهؤلاء العائدين من غزة ؛
ومن عجيب القول أن تهمة هؤلاء جميعا مناصرة وجهاد الغزو الروسي الأمريكي لبعض البلدان الإسلامية والأعجب من ذلك أن الكثير من هؤلاء كانوا من جماعة أطباء بلا حدود حيث كانت بدايتهم مع الغزو الروسي لأفغانستان فأقام هؤلاء بعض الخيام وقاموا بعلاج الجرحى من المجاهدين الأفغان وحين انتهت الحرب عاد هؤلاء الأطباء إلى بلادهم ليواجهوا الاعتقالات والمحاكمات مما جعل الكثير منهم يظل على الحدود بين أفغانستان وباكستان والبعض الأخر مطارد بين دول العالم ؛
فأين الرحمة بهؤلاء وأين التغيير الذى حدث بعد الانتفاضة وأين كفالة أسر المعتقلين وكفالة الشهداء الذين سقطوا في سجون النظام السابق وأين التعويضات لهؤلاء جميعا أسوة بقتلى شارع محمد محمود وقتلى مجلس الوزراء وقتلى السفارة الصهيونية؛
يا برلمان التيارات الإسلامية شرِعوا قانون يعيد لهؤلاء المظلومين وأسرهم حقوقهم المالية والمعنوية فهم كانوا رفاق لكم وزملاء في السجون والمعتقلات؛ ولا تسمحوا لزبانية النظام السابق أن يفلتوا من العقاب وخاصة زبانية السجون والمعتقلات فنرجو الله عز وجل أن يجعلهم عبرة للظالمين أمثالهم في الدنيا والأخرة؛ ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)) صدق الله .   وختاما نذكر بمقولة أمبر المؤمنين عمر بن الخطاب لواليه على مصر عمرو بن العاص " متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار؛

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes