09‏/05‏/2011

الجنرال والسرية والكاميرا الخفية

أستيقظ حي الزهور على عربة كبيرة تحمل أثاث فاخر للسكان الجدد للفيلا الفاخرة بالمدينة وثلاث سيارات تتبع العربة ، السيارة الأولى لجنرال بأحد الجهات السيادية وزوجته وخادمة في العشرين من عمرها على قدر كبير من الجمال تحمل بعض المأكولات وزجاجات المياه،وفى السيارة الثانية الابن الأكبر للجنرال عادل وهو وكيل نيابة وملتزم وغير متزوج وكريم ،وفى السيارة الثالثة الابن الأصغر طارق خريج كلية الحقوق متهور وغير متزوج وكثير المشاكل.

وقفت العربة والسيارات الثلاثة أمام الفيلا ونزل العمال وأدخلوا الأثاث إلى الفيلا ورتبوا الأثاث وأصبحت الفيلا جاهزة للسكن وعلى الفور بدأ طارق يستطلع الجيران حتى تخير غرفة تطل على شرفة فتاة جميلة وأصر على أن تكون هذه غرفته ،وسكن عادل حيث تخير له والده غرفته ،وسكن الوالدين بالدور العلوي وتم تسكين الخادمة في الدور الأرضي بجوار المطبخ.

وضع الجنرال البيت كله تحت نظام محكم ومراقبة عن طريق عدد من الكاميرات الخفية تغطى البيت كله ، ومع مرور الأسابيع بدا أهل الحي يشكرون في أخلاق الجنرال وزوجته والابن الأكبر عادل ويتهامسون على الابن الأصغر طارق لكثرت مشاكله بسبب علاقاته الغرامية وعندما علم الجنرال بهمس الجيران ،تخير له فتاه من العائلة وزوجه على عجل وفتح له مكتب محاماة وطالبه بالاستقلال بحياته ،وفى نفس العام زوج الأب الابن الكبير عادل وكيل النيابة من طبيبة جارة لهم كان أخوه على علاقة بها ، وتم الزفاف وأستقر عادل هو وزوجته مع والده في السكن مما أوغل قلب أخيه ،وبعد عامين أنجب طارق بنت وبدأ أسمه يشتهر كمحامى لا يخسر قضية ولا يقبل إلا القضايا المخلة بالشرف وكان ذلك يزيد الفجوة بينه وبين والده الذي تقدم به العمر وخرج من الخدمة لبلوغ سن المعاش ،وشعر الوالد بعد تواجده في البيت لفترات كبيره بأن أبنه طارق كثير التردد على البيت وخاصة وأخيه في عمله.



وذات يوم وهو يتابع ما سجلته الكاميرات في البيت وجد أبنه يخرج من غرفة أخيه ليلا وهو يتسلل إلى حديقة المنزل ومنها إلى سيارته في الشارع المجاور وبدا الشك يدخل إلى قلب الأب ،ووضع الجنرال كاميرا في غرفة أبنه عادل دون أن يعلم وطالبه بالسفر للإسكندرية لعرض الشقة هناك للبيع ،وعلى الفور حضر طارق ليودع أخوه ومكث في الفيلا هو وزوجته حتى أنتصف الليل وتسلل إلى غرفة أخيه ومكث بها عدة ساعات ومع بزوغ الصباح غادر هو وزوجته الفيلا ،وعلى الفور تفحص الجنرال الكاميرا بغرفة أبنه عادل وجن جنونه مما أبصر وعلى الفور الغي الكاميرا التي في الغرفة وأتصل بطارق وطالبه بالحضور إلى الفيلا فورا ،وما هي إلا ساعة وتواجد طارق بالفيلا فذهب به الجنرال إلى المكتب وأخبره بما فعل بزوجة أخيه والخادمة فلم يستطيع الدفاع عن نفسه  فما كان من الجنرال إلا أن أطلق عليه النار من طبنجة مرخصة يملكها ثم أستدعى أبنه وكيل النيابة الذي بدوره أتصل بالشرطة وأخبرهم بانتحار أخوه.

وأثناء تداول القضية بالمحكمة سبقت المنية الحكم ومات الجنرال وهو يحمل نفسه الخطأ الأكبر فيما وصل إليه أبنه طارق لأنه كان يخاف من الجنرال ولم يعلمه أبوه الخوف من الله ومراقبة الله في كل أعماله .

نستخلص مما سلف أن تربية الأبناء يجب أن تكون على منهج وشرع الله من الصغر.

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes