02‏/05‏/2011

أين هم الآن وأين نحن؟

منذ عدة عقود إنطلق بعض الدول الصغيرة صناعيا وعسكريا وكانت هذه الدول تحت الاحتلال وما لبست أن تخلصت من هذا الاحتلال الجاثم على صدورهم وأنطلقت هذه الدول تبنى وتعمر وتؤسس كيان لها تحت الشمس بمشاريع هادفة ومؤسسات ومصانع تنتج ما يعود على أقتصاد هذه الدول بالعملات الصعبة وتعدل في مناهج التعليم لتواكب التقدم وعملت هذه الدول على تأسيس مراكز كبيرة للبحث العلمى ونذكر من هذه الدول التي أنطلقت معنا في نفس سنين الاستقلال الهند والصين وماليزيا ،ونحن ولو تبصرنا أين هم الآن وأين نحن من التقدم العلمى والتقدم الاقتصادى والتقدم العسكرى والمكانة المتقدمة بين دول العالم الأول.

وبنظرة محايدة للهند منذ أن كانت تحت الاحتلال وأتى إليها الزعيم الهندى المحامى حين ذاك من جنوب أفريقيا ودعى الشعب الهندى إلى مقاطعة البضائع البريطانية ثم دعى إلى العصيان المدنى في كل المستعمرات البريطانية ومقاطعة البضائع البريطانية مما حذا بقوات الاحتلال إلى الانسحاب من الهند ومنذ ذلك التاريخ أسست الهند الامبراطورية التي هى عليها الآن وكيف كان ذلك ؟لأنهم كما أسلفنا طوروا التعليم والبحث العلمي وقاموا ببناء مصانع الحديد والصلب ومصانع لانتاج المعدات العسكرية وقاموا بتوسيع الرقعة الزراعية وعمدوا إلى التصدير والعمل بكل جدية والاجتهاد في بناء قاعدة للملابس الجاهزة .


والمراقب للهند الآن يجد أنها أصبحت تطلق الاقمار الصناعية والصواريخ العابرة للقارات و ملأت طباق الأرض بالصناعات بكل أنواعها ورغم أن عدد سكان الهند تعدى المليار نسمة إلا أنهم يصدرون القمح والارز وبعض المحاصيل الزراعية وأصبحت من دول العالم المتقدم رغم أنهم نالوا الاستقلال معنا وإنطلق كلا منا معا للبناء ولكن نحن بنينا مصانع الشيبسى بالجبنة والشيبسى بالليمون ومصانع اللبان بالفواكة واللبان بالموز ومصانع الحلوى بكل أنواعها وشركات الصرافة لاجتذاب أموال العمالة في الخارج وأصبح معظم دخل الدولة من بيع أراضى الدولة ودخل قناة السويس ودخل السياحة ودخل المعادن المستخرجة من الارض ودخل بيع البترول والغاز الطبيعى ودخل الضرائب ،والمراقب لكل هذه الدخول يجد أنها مصادر طبيعية وليس للانسان دخل فيها.

وهنا نسأل:

·       أين الدخل من الإنتاج؟

·       أين صادرات دولة تعدادها ثمانين مليون مواطن؟

·       أين القوة العسكرية المنتجة محليا؟

·       أين الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الحربي؟

·       أين بناء المشاريع القومية لتعزيز الاقتصاد وبناء قاعدة قوية للانطلاق نحو التصدير وبناء شركات تعمل على التصدير وليس منتجات استهلاكية؟

·       وأين الصناعات الثقيلة؟

·       ولماذا لا نستفيد من الايدى العاملة الكبيرة لدينا ؟

·       وأين استصلاح الأراضي؟

·       وأين الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية ثم تصدير الفائض؟

·       وإلى متى سنظل نعتمد على الاستيراد من الخارج ومن أعداء الأمة على وجه الخصوص ؟

فنحن نستورد السلاح من أعدائنا ونستورد الذخيرة من أعدائنا ونستورد الأجهزة الحديثة من طائرات وسفن ومقطورات وكمبيوترات من أعدائنا ونستورد بعض الادوية الهامة من أعدائنا ومنها الأنسولين.

وحين نختلف مع أعدائنا نطالب بالمقاطعة ، وكيف نقاطع بعض السلع ولا نقاطع الكل ،يحدث ذلك لاننا سلمنا اعدائنا رقابنا فويل لشعب يمسك من أمعائه ونحن محاصرون من كل إتجاه بالاستيراد والشباب عاطل ولا يجد له عمل وأصبح عالة على ميزانية الدولة بل أصبح يدمر الاقتصاد بشراء المخدرات وتدمير النفس بمشاهدة الأفلام الاباحية واستخدام العلم الحديث كالكمبيوتر في المحادثات وترويج البذاءات وإصطياد الفتيات ،والعالم حولنا يصارع الوقت للابتكار والاختراع والتقدم.

وهذا نموذج لدولة إنطلقت معنا فأين هى الآن وأين نحن؟!! هم علميا في السماء ونحن في غياهب الظلمات هم يكرمون العلماء والرواد ونحن نكرم الراقصين واللاعبين والممثلين ،هم قدوتهم العلماء والمبتكرين ونحن قدوتنا لصوص البنوك والمزورين والمنتجين ،وسوف يكون لنا حديث أن شاء الله في المستقبل عن الصين والتقدم الذى وصلت اليه رغم إنطلاقها معنا بعد الاستقلال ثم يكون لنا حوار عن ماليزيا ومقارنة بين الصين ومصر وماليزيا ومصر أين هم وأين نحن

اللهم بلغت أللهم فاشهد ***

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes