04‏/05‏/2011

ذاكرة التاريخ وذاكرة البشر

لا ينسى التاريخ من أقام الدنيا ولم يهتم للتهديدات والتشنجات للزعماء الغربيين وقام بتأميم قناة السويس في وقت كان يدير القناة عدة أطقم من الاتحاد السوفيتي وكانت الولايات المتحدة الامريكية تتوعد مصر بالويل والثبور وعظائم الأمور ورغم ذلك لم يرضخ الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لهذه الاقوال وخاطب العالم في عيد العمال في بورسعيد وأعلن للعالم تأميم القناة وقامت على الفور عدة أطقم من مهندسي القناة بتسيير ادارة القناة وتعويم السفن والمرور بها من هذا المجرى المهم دون أن تحدث كوارث أو حوادث مما أذهل العالم الذى توقع أن تنهار الخدمات في القناة بمجرد خروج الخبراء السوفييت ،
وتعرضت مصر بسبب هذا التحدي للعالم للعدوان الثلاثي من الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية فرنسا والكيان الصهيوني الوليد حين ذاك إسرائيل وتصدى أهل وشعب القناة في بورسعيد والاسماعيلية وبورفؤاد و بورتوفيق وكل مدن القناة والفدائيين الذين هبوا للدفاع عن قطعة من قلب مصر ورجال القوات المسلحة ورجال الشرطة وكون كل هؤلاء حائط منيع ضد تقدم القوات الغازية وقاموا بزعزعة استقرارهم في مدن القناة.

وتروى الكثير من البطولات عن شهداء الوطن في هذه المنطقة الغالية والعزيزة علينا حتى تدخل مجلس الامن والامم المتحدة وأصدرت قرار بانسحاب القوات الغازية إلى شرق القناة ومن ثم إلى خارج البلاد عن طريق البحر وبالفعل انسحبت القوات الثلاثة من مدن القناة واحتفلت هذه المدن بالنصر وسطر ذلك في تاريخ هذه المدن ،ومن ذاكرة الناس دعوة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر للبنك الدولي لتمويل المشروع العظيم حين ذاك وهو بناء بحيرة ناصر وبناء السد العالي وتوسيع خزان أسوان وبالطبع وقفت الدول الداعمة لإسرائيل ضد هذا المشروع ورفض البنك الدولي تمويل المشروع ،وهنا طالب جمال عبد الناصر من الروس تمويل هذا المشروع العملاق ولكن الاتحاد السوفيتي عرض المساهمة بالخبراء والمهندسين و الطوربينات وبعض المعدات الهندسية.
وعلى الفور قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بزيارة للاتحاد السوفيتي وطالبهم بدعم هذا المشروع والبدء فورا في بناء هذا الصرح الذى سيخلد التعاون الإيجابي بين البلدين ويدعم موقف الروس في هذه المنطقة الحيوية للاتحاد السوفيتي في هذا الوقت ،
ومن ذاكرة التاريخ سعى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لا نشاء مجموعة عدم الانحياز مع رئيس الوزراء الهندي نهرو والرئيس اليوغوسلافي تيتو إلى جانب الرئيس المصري جمال عبد الناصر ،وكانت لهذا التكتل الاثر الفعال في عودة الاتزان إلى المحافل الدولية


ومن ذاكرة الناس بناء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للمصانع الحربية ومصانع الالمونيوم ومصانع الحديد والصلب ومصانع السكر ،والمقصود من كتابة هذا المقال تبصير الشباب بما قام به قادتهم وزعمائهم كي لا يفقدوا الانتماء والولاء لهذا الوطن وفى نفس الوقت تبصير الرؤساء بأن الناس والتاريخ لا يسلون من يتفانى في خدمة هذا الوطن ،والحساب الاكبر عند الله يوم الحساب ،  (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) صدق الله العظيم         

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes