كيف يكون الحال عندما يشاع داخل طائرة وهى تطير في السماء أن الطائرة تطير بلا طاقم للطيران، على الفور تسود الفوضى الطائرة ويحدث بكاء ودعاء ويختلط الحابل بالنابل وربما يسارع البعض لقيادة الطائرة والبعض بلبس المظلات للقفز من الطائرة والبعض يموت في مكانه من الخوف والبعض يسلم أمره لله عز وجل ؛ وربما وربما وربما ؛
تخيلت هذا المشهد والموقف وأنا أتابع محاولة البعض ضرب الملاذ الأخير للشعب المصري الفقير المسكين ألا وهو القوات المسلحة في مقتل، نعم في مقتل؛ لماذا لأن القوات المسلحة هي درع الشعب وسيفه وهى للذود عن البلاد وعن عزة وكرامة الوطن وهى فخر الشعب المصري وتاج على رأس كل شريف ؛ ولم تزل حرب العاشر من رمضان الـ6من أكتوبر 1973 بكل منجزاتها ودروسها والمعجزات التي تواردت على لسان وشفاه أبطال حرب أكتوبر تدرَس في جميع الأكاديميات والكليات والمعاهد العسكرية وشهد العالم أجمع أن حرب العاشر من رمضان كان من ركائزها الجندي المصري وصيحة الله أكبر؛
إن المتابع لكتابات الخبراء العسكريين قبل حرب أكتوبر كانوا جميعا على مقولة واحدة "إذا دخل الجيش المصري في حرب مع الكيان الصهيوني سوف يُحرق ويشوى في مياه القناة كما يحرق السمك إذا وضع في المقلاه "ومع ذلك دحر الجيش المصري بعتاده القليل أكبر ترسانة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وهى الكيان الصهيوني وسطَر جنود مصر البواسل صفحات من الفداء والمجد والتضحية من أجل استعادة ثرى مصر الغالي وعودة الكرامة إلى الجسد المصري والعربي؛
تعمدت الإسهاب في المقدمة لكى اذكَر الشباب العابث بمقدَرات الوطن الشباب الذى لم يواكب هذه الحرب ولم يشعر بالمذلة والمهانة والانكسار عندما حدثت نكسة 1967 وشعور كل مواطن عربي ومصري حين ذاك بالخزي والعار بل ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وبكت حتى الطيور في سماء مصر ، ومرَ على شعب مصر 76 شهر لم يشعر مصري خلالها برجولته أو بكرامته حتى منَ الله عز وجل علينا بنصر 10 من رمضان الـ6 من أكتوبر وتنفس الشعب الصعداء وهو يشاهد جنود مصر على الضفة الشرقية للقناة وعلم مصر يرفرف مع صيحة الله أكبر على تراب سيناء؛
إنني أطالب أن يقوم قيادات المجلس العسكري بدعوة الشباب المصري من عمر 15 عام إلى 30 عام لمشاهدة بانوراما حرب أكتوبر وزيارة مسرح العمليات بشمال وجنوب سيناء لمتابعة المواقع الأحداث عن كثب ويشعروا بما كان يجيش في فؤاد كل قائد وجندي من مشاعر تجاه وطنه وأرضه المغتصبة لدرجة أن هؤلاء المقاتلين كانوا يتعجلون ساعة اللقاء لدحر الطغاة من الصهاينة الذين دنسوا ثرى أرض مصر وكان لهم ما أرادوا وكللوا نصرهم بدمائهم،
فلنحفظ لهؤلاء الشهداء قدسية دمائهم ولنحفظ لهذا الجيش قدسيته وشموخه ولا نقذف به في أتون معركة وكمين بميدان التحرير ليس له فيها ناقة ولا جمل ؛ ولنتذكر لهؤلاء الرجال أنهم رفضوا أن يقتلوا شعبهم كما حدث في ليبيا و اليمن و سوريا وكان من السهل عليهم أن يعلنوا الأحكام العرفية ومن يرفع رأسه يجد السياف يطيح بها وكان يمكنهم أن يحكموا الشعب بالحديد والنار ويساعدهم في ذلك جيش آخر من العاطلين وعملاء الداخلية من البلطجية؛
إنني أقول هذا الكلام للشباب المناضل داخل خيام ميدان التحرير والمنبثقين عنهم بشارع محمد محمود والمنبجسين عنهم بشارع القصر العيني والنواب عنهم بشارع الشيخ ريحان ولا نعلم أين سيناضلون غدا؟!!
أقول لهؤلاء جميعا فلنحافظ على حق التظاهر والاعتصام "طبقا بالقانون" وفى نفس الوقت نحافظ على الجيش، "ولكن كيف" نحوَل الاعتصام إلى ساحة الهرم ونقيم هناك خيام كاملة التجهيز ويتفق المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع بعض مطاعم شارع الهرم لتقديم كافة الخدمات لهم ويتم إضافة الفاتورة للقوات المسلحة ويمكن الاستعانة بكليات السياحة والفنادق للتخديم ؛
يا شباب: النضال له مواقعه والجهاد له رجاله وليس النضال داخل الخيام أو الجهاد بإحراق دار التراث والمحفوظات وقذف رجال الجيش بالحجارة وزجاجات المولوتوف؛ يا شباب فلتثبتوا حسن نيتكم ولا تسمحوا للبلطجية وأطفال الشوارع أن تحطم مؤسساتكم ومواردكم المادية ويتدخل العالم لتقسيم بلادكم ،
إن لم تنتقلوا الأن إلى مكان آخر غير القاهرة الكبرى لتعتصموا فيه فأنتم تسرعوا الخطى بمصر وشعبها للتفتت والضياع ولتستعدوا للهوان والديموقراطية الأمريكية على طريقة سجن أبو غريب وتعود مصر على يدَ مناضليها الجدد لنكسة جديدة؛ بتاريخ جديد يوم/ شهر/ سنة 2012 وأترك لكم تحديد و توثيق التاريخ ؛
"وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) صدق الله
ملحوظة: يمكن تسريح الجيش و تكوين لجان شعبية من شباب كفاية وشباب 7 أبريل وبعض المندسين من شباب الكفتة ،
" ده عند أمه يا أدهم "