20‏/06‏/2011

دولة الدعوة لا دولة الجباية

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) صدق الله
هكذا كانت دائما الدولة الإسلامية عند انطلاقها لتحمل مشعل النور ومشعل الحرية للنساء الذين كانوا يوئدوا بمجرد ولادتهم وتحمل مشعل الحرية للعبيد، فجعل الإسلام عتق الرقاب، وحمل مشعل الحرية للمضطهدين فشرع الجهاد دفاعا عن النفس والأرض والعرض ،وحمل مشعل الدعوة ليخرج الناس من الظلمات الى النور، وهكذا كانت الدعوة الإسلامية دعوة دين ودنيا جاءت لتخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة الله عز وجل ولتخرجهم من ضيق الدنيا الى سعة الأخرة وهذه نبذة من كتابات أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز لولاته حيث قال :
اتبعوا ما أحل الله وحرموا ما حرم الله واحكموا بما أنزل الله .

دعوا الناس يتاجروا بأموالهم في البر والبحر ولا تحولوا بين عباد الله ومعايشهم .
الخمر باب الخطايا فحرموا كل مسكر .
كافحوا التطفيف في المكيال والبخس في الميزان .
لا تتاجروا وأنتم ولاة فإن الأمير إذا تاجر استأثر وأصاب ظلما وإن حرص ألا يفعل .
لا تأخذوا من أموال الناس إلا الحق الذى شرعه الله وما عدا ذلك فضعوه كله لا فرق بين مسلم وكتابي .
ضعوا السخرة عن الناس وليكن لكل عمل أجره .
ردوا المزارع لما خلقت له فإنما جعلت لارزاق المسلمين كافة .
لا تأخذوا على أبوابكم حجابا يمنعون ذوى الحاجات والمظلومين .
أقمعوا صوت العصبية والقبلية ولا تدعوا الناس يقول أحدهم أنا مصري ويقول الأخر أنا يمنى فالمؤمنون أخوة.
 الخيل عدَة الجهاد فلا تدعوها تركض في غير حق .
قاتلوا هواكم كما تقاتلوا أعدائكم .
سددوا المخالفين وبصروهم وأرفقوا بهم وعلَموهم فأن اهتدوا كانت نعمة من الله وفضلا وإن أبوا فتحروا الحق فيما تنزلون بهم من عقاب .
أكثروا من دعاء الله بالعافية لأنفسكم ولمن ولاكم الله أمره فإن لكم في إصلاحهم أكثر مما لهم وعليكم من فسادهم أكثر مما عليهم .
تعاهدوا حجابكم ورؤساء حرسكم وشرطكم والعاملين معكم وأكثروا المسألة عنهم حتى تستيقنوا أنهم لا يرتكبون غشما ولا ظلما .
لا يأخذنكم الزهو بنظر إليكم ولا بحديثهم عنكم وضعوا أعينكم على الذى هو أبر وأتقى وأخلصوا لله رب العالمين .
إتركوا أعمالكم عند حضور الصلاة فإن من أضاع الصلاة كان لما سواها أضيع .
تحرَوا الحق ثم اعملوا به بالغا ما بلغ بي وبكم حتى وإن ذهب بحياتنا وبمُهج أنفسنا .
هكذا يكون منهج الدولة دولة دعوة وليست دولة جباية يجمع أفرادها المال والعقارات من حلال وحرام ،
وهكذا يكون منهج الوالي قدرة على خدمة الرعية وقدرة على نصرة المظلوم وقدرة على الدعوة ورفع راية التوحيد وفطنة في محاسبة المخطئ .
والى يحمل منهج واضح كالشمس مستمد من تعاليم السماء ،والى عنده القدرة على الحزم حين يتطلب الموقف ذلك وعنده القدرة على الرحمة والعفو حين يتطلب الموقف ذلك ،
رحم الله عمر الذى قال لولاته إذا أرسلت لكم أمرا يخالف الحق فاضربوا به الأرض واستمسكوا بالحق وحده.
رحم الله عمر الذى كان يرسل لولاته يقول إن أرسلت لكم بأمر فتبينوا وجه الحق فيه ثم أمضه.
رحم الله عمر

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes