10‏/06‏/2011

العاطفة وسوء الخاتمة

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) صدق الله
تكاثرت الجثث في أحد المستشفيات الساحلية نتيجة حادث مروع على الطريق بين سيارة لاند لوفر تسير بأقصى سرعة على الطريق وسيارة ميكروباص محملة ببعض الرجال في طريقهم لتقديم واجب العزاء في والدة صديق لهم وفى غمضة عين تطايرت الأجساد على مسافة نصف كيلو متناثرة بين جريح وقتيل وتجمع أهل القرى المجاورة لمكان الحادث وحملوا الجرحى والقتلى الى أقرب مستشفى وبعد ساعات من رفع أثار الحادث لم يتبقى سوى حديث جميع من شاهد الحادث من أهل القرية وركاب السيارات التي توقفت لتساعد في نقل المصابين عن الشاب الذى كان برفقة فتاة على قدر كبير من الجمال وقد أصيبت إصابات جسيمة في قدميها لكنها بمجرد أن نظرت في وجه رفيقها الوسيم وجدت وجهه مسودا فتعالت صيحاتها بالبكاء والصراخ مما جعل جميع من على الطريق يسرع الخطى لنجدتها ولكن كانت المفاجئة للجميع إنها لم تكن تصرخ من الألم ولكن لهول الصدمة حيث تغيرت معالم وجه رفيقها عند الموت فأصبح وجهه الوسيم أسود بلون الليل

وهنا سأل بعض الرجال الفتاة أثناء تهدئتها ونقلها الى المستشفى عن قصتها مع هذا الشاب فقالت وهى تبكى إنها تعرفت على هذا الشاب في أحد الأندية الرياضية وهو شاب مفتول العضلات من أسرة ثرية يقضى معظم أوقات الليل والنهار بين نوادي البلياردو وصالات الرقص في الفنادق وكانت الفتيات تتكاثر حوله وتتسابق للمكوث معه في الرحلات والمصايف فطاردته حتى أفوز ببعض الغنائم مثل الأخريات وبعد عدَة محاولات نجحت في جذب انتباهه وكانت هذه الرحلة وقد عاهدته على أن أقضى معه بعض الأيام والليالي وأمكنه من نفسى في مقابل أن يتخذني خليلة له أمام كل بنات النادي ووافق وانطلقنا بعد أن توقف بالسيارة عند أحد الأصدقاء وتعاطى عنده بعض الكحوليات وبعض المخدرات ثم انطلقنا مرة آخري الى حيث وجهتنا وكان صوت الكاسيت يحدث ضجيجا يغطى على كل صوت وهو يغنى مع الكاسيت ويداعبن حتى إنني طالبته بالتريث حتى نصل الى الفيلا الخاصة به ولكنه كان يقول إن العمر قصير ويجب أن نستمتع بكل مغريات الحياة قبل فوات الأوان.
وهنا لم نشعر سوى بالصدام المروع ولم أشعر سوى ببشرة هذا الشاب وهى تتحول في ثواني الى اللون الأسود ،وبعد عدَة ساعات وصل أهل الشاب ولم يتعرف أحد عليه ولكن الفتاة التي كانت برفقته أخبرت أهله بما أبصرت فساد الحزن والوجل والدهشة الوجوه وتعالت صيحات البكاء مع صيحات الدعاء وهمس بعض الرجال الذين ينبعث من وجوههم نور الصلاة يا رفاق من يحب هذا الشاب فليدعوا له بالرحمة وليكثر من عمل الخير ويهب ثوابه اليه وقانا الله وإياكم سوء الخاتمة
(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ{106} وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)صدق الله.        

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes