يدا تبنى ويدا تشرَع وضمير يراقب

مشاهدات

قديما قالوا أن السياسة فن الكذب والمصالح الخاصة ونحن نقول أن السياسة فن التعامل بوفاء وإخلاص وفن التحاور والتشاور وفن تبادل المصالح وفن تقارب الرأى ، نقول هذا الكلام بمناسبة الإنتخابات القادمة لمجلسى الشعب والشورى التى نتمنى أن يخوضها التيار الإسلامى بقيادة الإخوان المسلمين بقوائم موحدة بالتوافق بين التيارات الإسلامية الأخرى وعلى رأسها السلفيين والجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد والجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة وغيرهم من الجماعات المنتسبة إلى التيار الإسلامى.

وقد تعجب الكثير ممن يساندون هذا التيار من تعاون الإخوان المسلمين أصحاب الخبرة الكبيرة والثقل السياسى الكبير فى مجال خوض تجارب كثيرة ومعارك كثيرة على مدار سنين ضدَ الحزب الوطنى المنحل فى إنتخابات مجلس الشعب ولكن بعد كل هذه التجارب والمعارك والخبرات يطالعنا بعض قياداته بأنهم سوف يرشحون بعض الليبراليين والعلمانيين وربما بعض النصارى فى قوائمهم،

يالا العجب العجاب أبعد أن سنحت للإسلاميين الفرصة لكى يمتطوا قيادة الحكومة ويسعوا للأغلبية فى مجلس الشعب ليكون لهم الحق فى تشكيل حكومة إسلامية تنشأ دستور يتوافق مع نصوص التشريعات الإسلامية ويكون لهم السبق فى تطبيق الشريعة الإسلامية وتنقية القوانين الوضعية مما فيها من نصوص تخالف التشريعات الإسلامية يكون هذا التحالف مع بعض الليبراليين والنصارى ؟

أمن أجل إرضاء العالم الخارجى والظهور أمام العالم بأنكم لا تفرقون بين طوائف الشعب تعرضون المشروع الإسلامى للخطر وتجعلون المؤيدين للتيار الإسلامى فى حرج ماذا يفعلون إذا صمم الإخوان على خوض الإنتخابات بقوائم تضم بعض الليبراليين والعلمانيين وربما بعض النصارى

إن هذه الفعله سوف تجعل الجميع يختار بعض القوائم التى يضم أفرادها جميع الإسلاميين سواء كانت قوائم للسلفيين أم قوائم لتيارات أخرى من التيارات الإسلامية والخاسر الوحيد فى هذه المعادلة هم الإخوان المسلمين بل سوف يكونوا هم السبب المباشر فى تفريق الأصوات الإسلامية وهذا فى صالح أعداء الإسلام ،

إننى أطالب الأخوان المسلمين أن يعودوا إلى رشدهم ويضعوا أيديهم فى أيدى إخوانهم من التيارات الإسلامية ليكون لهم الأغلبية فى مجلس الشعب وليسهلوا على مؤيديهم الوقوف معهم ولتكون القوائم كلها من الرجال الذين نثق فى دينهم وخلقهم ولتنطلق مصر تحت حكم التيار الإسلامى نحو التقدم والإزدهار ولنكون قدوة لجميع الدول ونضع أول لبنة لدولة إسلامية تمتلك إقتصاد قوى وقوة عسكرية قادرة على الردع وحماية الدول الإسلامية وقادرة على نشر دين الله عز وجل فى أرجاء العالم ؛

وفق الله عز وجل إخوننا فى التيارات الإسلامية لما فيه خير الإسلام والمسلمين.

"وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ " صدق الله.

Posted in: أراء وتحليلات سياسية (بقلم أبو عمر)