الدارس لقدرات الديدان على التعامل مع البيئة والتعاون معها فى تنظيف البيئة من الكائنات العفنة وبقايا المخلوقات الميتة يدرك جيدا عظم الدور الدى تقوم به هذه الديدان بكل أنواعها والغريب والعجيب أن تقوم هذه الديدان بهذا الدور فى جسم الإنسان فتجد منها الكثير من الديدان المفيدة والنافعة وأيضا منها ما هو ضار ويصيب الإنسان بالأمراض وهنا نقارن بين ماتقدمه الديدان للبشرية من خدمات وما تقدمه للبشرية من ضرر ثم نحكم عليها بأنها صديقة للإنسان أم عدو للبشرية؛
وهنا يجب أن نتذكر أن رؤيتنا لنفعها أو لضررها لن يغير من قيامها بدورها الذى قدره الله عز وجل لها ، ولكن حين نطبق هذا القياس على بعض الأمم وبعض البشر سوف نستنتج العجب العجاب ، حيث تجد بعض الدول الكبيرة التى أمرها بيدها ولها حرية الإختيار وحباها الله عز وجل بالكثير من النعم ثم تطمع فيما عند غيرها فتقتل وتدمر وتنهب وتنشر الفتن وتفسد فى الأرض وكل ذلك من أجل السيطرة على ما فى أيدى غيرها من الأمم؛
وهنا إذا عقدنا مقارنة بين هذه الدول وما تقوم به ضدَ البشرية وما يقوم به الديدان نجد أن الديدان أنفع للبشرية من هذه الدول الكبرى؛ ثم نعقد مقارنة بسيطة بين بعض الحكام الذين يستغلون مناصبهم لتكميم أفواه شعوبهم ومحاربة دين الله عز وجل تحت سماءه وسرقة أموال شعوبهم وإطلاق يدَ زبانيتهم لترويع وترهيب وإذلال شعوبهم والطغيان فى الأرض وإفسادها وبين ما يقوم به الديدان من مهام للبشرية قدَ يعلم قدرها القليل نجد أن هؤلاء الحكام والطواغيت أقل من الديدان بل المقارنة بينهم وبين الديدان يسئ للديدان؛
ثم ننظر إلى واقعنا الأن فوسط هذه الثورة أو الإنتفاضة نجد من يبزغ ليفرق شمل الدولة ويضعف قبضة أولى الأمر عليها وكل ذلك من أجل مكاسب شخصية أو فئوية فهؤلاء العاملين فى التدريس يريدون زيادة رواتبهم وهؤلاء الأطباء يضربون يريدون زيادة أجورهم وعمال المطار يضربون يريدون زيادة رواتبهم والسائقين يضربون يريدون زيادة أجورهم وعمال الغزل والنسيج وعمال السكك الحديدية وضباط الشرطة وهلم جرَا الكل يتظاهر ويضرب من أجل إستغلال الموقف لزيادة أجره ولتذهب الدولة للجحيم ولتضيع مصالح العباد ولتنهار مرافق الدولة وينهار إقتصادها.
وهنا نعقد مقارنة بسيطة بين هؤلاء والديدان فى المقابر التى تطهر البيئة مما يعكر صفو مناخها فتكون بذلك صديقة للبشرية وهؤلاء أعداء لأنفسهم وللبشرية؛
ويمكن المقارنة بين هؤلاء وأمثالهم وبين عوالم النمل والنحل والشجر وغيرهم من أصدقاء البيئة والبشرية؛ فيمكن الأن أن يقول قائل ياليتنى كنت نحلة أو نملة أو من الديدان؟
"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" صدق الله.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم