أثبتت كثير من الدراسات أن الطفل بعد عامه الأول يحتاج إلى التواجد في مساحات شاسعة خضراء ينطلق خلالها ليتزود بكثير من المعارف عن طريق الرؤيا والملمس ولتتعرف عيناه على الألوان الطبيعية ولتثبت الأسماء التي يسمعها عن السماء والشمس والشجر والبشر والأنعام في مخيلته بشيء ملموس يراه ويتعامل معه ويخزنه في ذاكرته ويرتبط عنده بالمكان وبوجود الوالدين معه وعلى الوالدين أن يمكنا الطفل من الشعور بالحرية لبعض الوقت بأن يتركا الطفل ينطلق زاحفا أو ماشيا أو مهرولا في مساحة آمنه من الأرض الزراعية ويراقبان تحركاته عن بعد دون أن يشعر الطفل أنهم يحدَان من انطلاقه.
ثم على الوالدين والمرافقين تلقين الطفل فور انتهائه من لعبه ولهوه بأسماء معظم الأشياء التي أبصرها بأن يتم المرور عليها في نهاية اليوم وتعريفه وهو يقف أمام الشجرة أن هذه شجرة وقد خلقها الله لنا لتثمر لنا البرتقال والتفاح والموز وغير ذلك ثم نقف معه أمام جدول ماء أو صنبور ماء ونخبره أن هذا ماء خلقه الله لنا لكى نشرب منه وتشرب منه الأنعام ونروى به الشجر ثم نقف به أمام الزهور ونخبره أن هذه زهور خلقها الله بجميع الوانها فمنها الأحمر وهو هذا اللون ونشير له إلى لون زهرة حمراء أو لشئ أحمر ونشير إلى شئ أخضر كالعشب الذى يلعب عليه ونخبره لولا أن من الله علينا بهذه النعم وبالعين التي تبصر هذه النعم لما شعرنا بهذا الجمال ثم نعرفه أثناء انصرافنا من البستان إلى أسماء كل شئ تقع عليه عينه حتى وإن كان لن يستوعب الكلام فمجرد أن نتحدث معه بصدق فسوف يشعر بالسكينة والطمأنينة وعندما يذهب لمهده أو سريره سوف يسترجع كل ذلك وينام نوم عميق مشتاقا إلى زيارته القادمة للبستان. لذلك يجب على الوالدين مراعاة تحديد مواعيد محددة يتفرغان خلالها لتلبية رغبات الطفل باللعب واللهو في الأماكن الزراعية المفتوحة.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم