يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
حوار هادئ بعيد عن العصبية بين أخوة من وطن عربي واحد ما يجمع بينهم أكثر مما يفرق بينهم وتُوحدهم قبلة واحدة، ونَكن لبعضنا البعض كل الإخاء والأمنيات بالسعادة.
بداية في أواخر الستينات كانت الجزيرة العربية للمغضوب عليهم، وكان الإخوة في السعودية أو الكويت يبعثون بأبنائهم للدراسة في مصر فهي قبلة العلم في ذلك الوقت للعرب والمسلمين لوجود جامعة الأزهر ،ومع بزوغ نجم البترول في الدول الخليجية وخاصة المملكة السعودية والكويت بدأ صوت المال يعلو على صوت العلم ،وبدأت هذه الدول في وضع معايير لجلب المدرسين والمهندسين و الأطباء وكل التخصصات لبناء نهضة صناعية وعلمية في هذه الدول ،
وفى أواخر السبعينيات أغدق الله على هذه الدول من ملايين الدولارات نتاج بيع البترول، ثم تم التطوير في مجال البترول حتى أصبح هناك شركات عملاقة لتكرير البترول وكل ذلك ساهمت في وضع أركانه خبرات مصرية وأيدي عاملة مصرية، وساهمت هذه الأيدي المصرية في النهضة العلمية والطبية بإنشاء المستشفيات والمجمعات الطبية ،
ومع بداية الثمانينات أصبحت هذه الدول في مصاف الدول الأكثر ثراء في الوطن العربي ولا أكون مغاليا إذا قلت في العالم ، ولاسيما بعد إنشاء مجمعات عملاقة للبتروكيماويات ،وتضاعف الدخل القومي لهذه البلدان ،(بارك الله لهم) من هنا بدأ وضع الصعاب أمام المهندس والمدرس والطبيب والعامل والزائر ألا وهو (نظام الكفيل) و كانت العلة وقتها الحد من العمالة الوافدة الخارج؟؟!!!!!
أضف إلى هذه المذلة الشروط التي توضع لاختيار من يدخل هذه البلدان للعمل بها ،
أولا: الشهادة العلمية موثقة من جهة ...،..،...
ثانيا: شهادة صحية تثبت انه سليم وغير مصاب بداء الكلب أو بالحصبة أو بشلل أطفال وغير ذلك من الأشياء المهينة لكرامة المهندس أو المدرس وغيرهم،
ثالثا: عقود العمل كانت في بداية الرخاء بأرقام مرتفعة وسبحان الله كلما مَن الله عليهم بالمال كلما قلت قيمة العقود،
ثم نعود لموضوع الكفيل، وهو شطر المقالة ، لماذا ترضون بهذه المهانة لإخوتكم الذين كانوا دعما لكم في أيام القفر والضنك ،وما معنى أن اذهب للعمل في شركة أو قطاع خاص ويتم سحب جواز السفر من المُتعاقد بمجرد وصوله إلى ارض البلد ، ولا يستطيع أن يغادر البلد بدون إذن صاحب العمل حتى ولو كان مريض أو عنده ظروف عائلية تجبره على العودة لوطنه ،ناهيك عن ما جد من تعالى وظلم من البعض لصغار العمال!
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ظهر في بعض بلدان البترول بعض المتصابين من المعمرين وأصحاب الأمراض يستغلون فقر إخوانهم من الدول الغير نفطية فيهبطون على هذه الأسر بكنوز علي بابا الأسطورية ليشتري كل واحد منهم ما يستطيع حمله من البنات الصغار ليستمتع بهم عدة أشهر أو ربما يلهو معهم ثم يشتغلون خدم لأولاده وحفدته.
وهنا نقول لماذا هذا الجفاء ونكران الجميل وهل جزاء الإحسان الكفالة والمهانة "ثم كانت الطامة الكبرى حين بدا الاستغناء عن بعض العرب والمسلمين العاملين في هذه الدول بغير المسلمين من الهنود والفلبينيين وغيرهم لماذا ؟ لقلة أجورهم ! شئ يدعوا للعجب والبكاء ألهذا الحد هانت الأخوة والجيرة وهل هذا هو الإحساس بأخيك المسلم ، تضيق عليه رغم غربته وكَده وتفانيه في العمل! ولماذا ؟
وحتى لا نبخس الكرام حقهم ،فيجب إن نعطى خادم الحرمين والقيادة السعودية كل التقدير والتبجيل وندعو لهم بالصحة وطول العمر على تطويرهم للمسجد الحرام والتوسعات التي كلفت المملكة المليارات والخدمات العديدة التي قدمت للعمار والحجيج والتوسعات في الحرم النبوي التي أنفقت المملكة الكثير من الأموال في سبيل راحة ضيوف الرحمن ،وجزأهم الله عنا كل خير ،وعلى العكس من القيادة هناك
فالكثير من الإخوة في هذه البلدان ينفقون الملايين على نزواتهم بلا مبالغة ؟ومنهم من يتصف بالسفه فينفق على الفتيات في الغرب أموال طائلة بل لا أكون ظالم إذا أخبرتك عزيزي القارئ أن بعضهم يمكن أن ينفق الملايين لشراء المجوهرات من اجل فنانة أو راقصة ليقضى معها ليلة أو يحصل على صورة معها !ولن أكثر من ضرب الأمثال رغم كثرتها حتى لا اغبن حق الأوفياء والصالحين.
وسوف يكون لنا معهم وقفه لنعطيهم حقهم في المدح ،وفى نهاية مقالتي أقول أننى لم اقصد تجريح لأحد بل لفت الأنظار إلى أن ما يلقاه الضيوف من مهندسين ومدرسين وأطباء وعمال، يجب أن يكون على الأقل أدمي
فمن حقي أن يكون جواز سفري بيدي وان أعامل في دولة إسلامية وعربية كمواطن صالح وليس كلص حتى يثبت العكس ،فرفقا بإخوتكم فهم لا قدر الله في الملمات والصعاب ،درع وسيف لكم وللأمة العربية والإسلامية ،عظم الله أجركم وعفي عنا وعنكم
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم