وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا
إنني أتساءل في حيرة، إن الأمة الإسلامية والأمة العربية لتنزلق من هاوية إلى هوة سحيقة ومن تسيب إلى تفسخ وانحلال ،وتتندر على الرجال حين ترى الشباب والفتيات أمام الأهل وفى الشارع والمنتديات والأندية والجامعات ،هذا وهذه مدمنين ،وذاك وتلك منحلين أخلاقيا ،وتلك الشلة تسهر خارج المنزل وبعيدا عن أعين الأسرة لتتعاطى المخدرات الحديثة من أقراص وحقن وطوابع بريد تُلصق على الجلد لتعطى نشوة وتغيبه عن الوعي، ولكي ينتشي الفتى والفتاه ويمتلكا هذه المخدرات يمكن لكل منهم أن يفرط في كل شيء لكي يتحصل على المال وينزوي هو وهى وأصدقائهم في اى مكان ليرتكبا كل الكبائر دون وازع ديني أو رقابة من الأسرة أو الجامعة ،وأنا هنا أتساءل أين مباحث التفتيش الصيدلي ، وأين المرور على تلك الصيدليات التي فقد أصحابها الضمير والعمل بالقيم الإسلامية ،ومن اجل ماذا ،حفنة جنيهات "أتهدمون اسر كاملة ،وتشردون اسر ، وتدمرون شباب هم عدة الغد ،وتدمرون اقتصاد دولة بنشر الإدمان بين شبابه ،وتزرعون جيل من الشباب لا يقدر على تحمل مسؤولياته ،وجيل من أمهات المستقبل وللأسف مدمنات.
جيل من الأمهات المدمنات تنشئ جيل من الأطفال يحملون مشعل الإدمان ،ولماذا يحدث كل ذلك ؟لتكاسل موظف مباحث التفتيش الصيدلي ،ولجشع بعض الصيادلة للأسف، فإن قام كل موظف بعمله لن يجد الشباب هذه الأدوية المخدرة بسهولة "
ثم نعود مرة أخرى إلى الرقابة في الجامعة ،حيث ينتقل الطالب نقلة كبيرة في حياته ، فمنهم من يصطدم بالفوارق الاجتماعية الكبيرة وهنا عليه إما أن ينزوي وينطوي على نفسه ،وإما إن يجارى هؤلاء بطريقة ما ،وإما أن يدخل في كنف احد أصحاب السطوة والثروة وتتفتح له أبواب الشيطان كلها ،سوف يبدأ بتعلم الكذب ،ثم التغيب عن الجامعة، ثم معرفة الأندية الليلية ،ثم جواب فصل من الجامعة لتعدد مرات الرسوب.
وهنا يتساءل إنسان وما دخل الجامعة أما يكفى ما تعانيه في أروقتها من خلاعة وسفور وانحلال ،وأضف إلى ذلك ضعف الإمكانيات ،وانشغال الحرس الجامعي بمتابعة الجماعات النشطة دينيا ،لعلمهم أن الأمن لن يتكدر إذا تساهلت فتاه أو عدة فتيات في أعراضهن ،أو تعاطي طالب أو عدة طلبة وطالبات مخدر ما داخل الحرم الجامعي ،لكن إذا تهاون الحرس الجامعي مع الجماعات الملتزمة والتي تنشر فكرها في أروقة الجامعة، هنا يمكن أن تحدث كارثة وتتحرك قيادات الجامعة وتقوم الدنيا ولا تقعد ،وهنا يأتي السؤال الأساسي ؟هذا الانهيار الخلقي الممنهج، من المسئول عنه ؟البيت والحالة الاقتصادية التي لا نجد لها حل في المنظور القريب ؟أم الجامعة وهيئة التدريس ؟ أم هناك جهات خارجية يهمها أن يكون الشباب والفتيات مغيبين عن الواقع "وهل كم الملايين الذي تنفقه الدولة على المسلسلات الفاسدة والأفلام الماجنة و الكليبات التي استحى أن اسميهم .....، والمضحك أن الكل يتكاتف في رمضان لإنتاج اكبر كم من هذه المسلسلات والأفلام والبرامج الساخرة، وهنا نقول أما يكفى هؤلاء أشهر العام بطولها لكي نجور على شهر رمضان، وأنا هنا لا أوجه لوم لقيادة الإنتاج الإعلامي ، فهم كل ما يهمهم كم مليار دخل خزانة مدينة الإنتاج الإعلامي وسوى ذلك ليذهب للجحيم ؟وهنا نتساءل ؟ما الحل ؟
أقول لنبدأ بالبيت ،الأب والأم فليحافظوا على بناتهم وأبنائهم ،الأم تراقب تحركات الأولاد وسلوكهم وتعرف مواعيد مدارسهم وجامعاتهم ،ويتم نشأتهم من الصغر على القيم الإسلامية والحلال والحرام ،وعلى الأب أن يكتفي بعمل واحد في اليوم ويعيش هو وأولاده بهذا الدخل ،وليوفر وقته في متابعة أخلاق الأولاد ودراستهم وأصدقائهم وتعريفهم بالحلال والحرام ويزرع في قلوبهم الخوف من الله ،وينحت في قلوبهم القول (إذا أردت أن تعصى الله فاعصيه في مكان لا يراك فيه )
ثانيا: ما على الجامعة، أن تجمع بين العلم والتربية وليس هذا بجديد عليها،
ثالثا: أن تجعل الجامعة حد أدنى من الحشمة والوقار داخل الحرم الجامعي ونترك لها اختيار الطريقة المناسبة لجعل الجامعة تسترد مكانتها كقبلة العلم فقط ؟
رابعا :حين نبدأ بإعادة بناء الإنسان المسلم والعربي ،ثق تمام الثقة أخي القارئ سوف تعود لأمتنا مكانتها وتتبوأ مكانها في مقدمة دول العالم تحمل مشعل العلم والأخلاق وتكون نبراس يهتدي به العالم.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم