ليس من السهل الإجماع علي اختيار رئيس للجمهورية من التيارات الإسلامية يتفق عليه جميع التيارات ومن أجل رفع الحرج عن الجميع أحسنت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بعمل عدّة ندوات تستضيف خلالها المرشحين الإسلاميين الواحد تلو الآخر وتناقشهم في قضايا المجتمع والقضايا الدولية وتناقش سجل كل واحد منهم قبل الانتفاضة ماذا كان موقفه من الحزب الحاكم وأين كان موقعه وماذا قدّم في موقعه وما تصريحاته أثناء تلك الفترة وما موقفه من التوريث وما موقفه من الانتخابات التي أقيمت عام 2010 وما هو موقفه من الولايات المتحدة الأمريكية لو كان هو الرئيس أثناء مناقشة قضية منظمات المجتمع المدني وهل كان سيخضع للضغوط الأمريكية أم كان سيكون له موقف مغاير وما هو؟
ثم ما موقفه من تطبيق الشريعة الإسلامية وما منهجه في سبيل تطبيقها ؛ ثم يقوم أعضاء الهيئة الشرعية بسؤال المرشح أكثر من أربعين سؤال علي مدار عدّة لقاءات منها كيف يمكنه إصلاح الوضع الاقتصادي دون الاستعانة بالقروض الدولية ؛
كيف سيتعامل مع الوضع الأمني المتردي ؟
كيف سيتعامل مع المجلس العسكري إذا ماطل وسوّف في تسليم السلطة ؟ ما هي رؤيته للتعامل مع القضايا الدولية الشائكة ؟ كيف يتعامل مع الملف الشيعي في المنطقة ؟
ثم تقوم الهيئة بعمل مناظرة بين المرشحين علي مراحل في أحد القنوات الإسلامية ليستبين للشعب مدي فهم واستيعاب المرشح لقضايا مصر الداخلية والخارجية ثم تقوم الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بعد الانتهاء من مناقشة المرشحين عن التيارات الإسلامية جميعا بالاجتماع مع رؤساء الأحزاب الإسلامية والجمعيات الإسلامية والتيارات الإسلامية وكبار العلماء والشيوخ والدعاة الشرعيين وتعرض عليهم خلاصة ما توصلت إليه الهيئة ويتناقش الجميع علي أن ينتهي اجتماعهم بالخروج علي الشعب بمرشح أو اثنين يتم التوافق علي اختيار الإسلاميين لهم ، ويناشدوا الشعب الوقوف معهم ودعمهم في سباق الرئاسة ؛
إذا لماذا يسارع بعض العلماء بترشيح زيد أو عبيد أليس من الحكمة أن ننتظر حتي يستقر العلماء علي مرشح أو اثنين حتي لا تتفتت الأصوات الإسلامية فنجد أنفسنا قدّ خدمنا التيار الليبرالي والعلماني والماركسي دون أن نقصد؛
هل من الحكمة أن نشعل معركة علي الفيس بوك يكون الشباب وقودها فكلا يدافع عن موقفه من مرشح ما ويجد أن من يخالفه الرأي خارج عن الجماعة؟
هل يعلم حكماؤنا أن الأحزاب الكبرى في معظم دول العالم لا تؤيد مرشح إلا قبل إغلاق باب الترشيح بساعات؛
أليس من الفطنة والحكمة الانتظار حتي نمحص المرشحين وندرس مقوماتهم وتصريحاتهم ومناظراتهم ثم نحكم عليهم؛
يا أخوتي في الإسلام والوطن من الحكمة أن ننتظر رأي الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح فبين أعضاءها الكثير من العلماء والشيوخ والمناضلين والحكماء والنبغاء الذين نفخر بعلمهم ونقدّر حكمتهم ونعتز بخبرتهم ونقدّر وطنيتهم؛ وفق الله عز وجل الجميع لما فيه خير الإسلام والمسلمين.
((إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)) صدق الله.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم