ارض العجائب والغرائب هي جمهورية مصر العربية حيث تجد بها كل المترادفات واللامعقول فرغم أن مصر تملك ثلثي أثار العالم إلا إن نصيبها من السياحة يعادل نصف دخل دويلة كتونس من السياحة رغم أن تونس مساحتها صغيرة جدا وليست لها شواطئ كمصر علي البحر الأبيض والبحر الأحمر ولا تمتلك أثار إسلامية كمصر ولا أثار فرعونية وقبطية كمصر ولكن هكذا تجد مصر دولة العجائب
ثم إن مصر من الدول المنتجة للغاز ومشتقات البترول ورغم ذلك تجد الدولة تصدر البترول والغاز للخارج والشعب يبحث عن مشتقات البترول من البنزين والسولار المدعم فلا يجده ولا يجد أيضا أنبوبة الغاز وأصبح يقاتل من أجل الحصول عليها مدعمة لا تتعجب إذا إنك في مصر بلد العجائب والغرائب!!
ثم هل تعلم أن سواحل مصر علي البحرين الأبيض والأحمر تقدر بألاف الكيلو مترات ويوجد أيضا نهر النيل حيث يربط جنوب البلاد بشمالها ورغم كل هذه المياه العذبة والمالحة ورغم الترع والممرات المائية الشعب المصري يستورد السمك من الخارج؛ إذا لا تتعجب فإن مصر بلد العجائب والغرائب؛
ثم إن العالم جميعا يعلم أن مصر من أكبر دول العالم من حيث البطالة وشبابها لا يجد عمل ورغم ذلك نجد السادة العمداء واللواءات بوزارة الداخلية ووزارة الدفاع فور خروجهم من الخدمة في الشرطة والجيش تسارع الدولة بتعيينهم في مراكز قيادية بمعظم الشركات والمؤسسات والبنوك والأندية والقطاعات الإنتاجية والخدمية في البلاد رغم كبر سنهم وافتقارهم للخبرة في المجالات التي توكل إليهم فإذا صادفت شيء من ذلك فأنت في مصر بلد العجائب والغرائب؛
ثم إن السادة القضاة والمستشارين والصحفيين بعد أن يتجاوز كلا منهم 65 عام ويحال للتقاعد يتم الاستفادة منه كمحافظ أو عضو مجلس شوري أو مستشار دولة بمرتب لا يتجاوز عدّة الاف من الدولارات مع العلاوة علي الإنصاف ويظل بهذه المراكز حتي يتوفاه ملك الموت أو الخلع أيهم أقرب فإذا أبصرت شيء من ذلك فلا تتعجب فأنت في مصر؛
ثم إن من الغرائب والعجائب أن تجد دولة كمصر عدد سكانها تجاوز 82 مليون نسمة ومع ذلك عنده عجز في ميزان المدفوعات نتيجة ضعف الصادرات والاعتماد علي الاستيراد فمثلا دويلة كتايوان تتفوق علي مصر في دخلها من التصدير بل رقعة لا تتعدى مساحتها خمس مساحة مصر كهونج كونج يدخل لها من العملة الصعبة ضعف ما يدخل للخزانة المصرية فلا تتعجب فهذه هي مصر؛
إذا أبصرت عربة شرطة وبها بعض السيدات والفتيات والأطفال والسيارة محملة ببعض الخضروات والمشتريات والجندي يقبل أيدي وأرجل بنت الباشا الضابط من أجل أن يتوقف عن صفعه علي وجهه و "قفاه" فلا تتعجب فأنت في مصر بلد الحريات؛
إذا ما أبصرت صاحب ورشة يطارد صبي عمره 10 سنوات وينهال عليه ضربا بمفك أو مفتاح 8 أو يصعقه في الورشة بالكهرباء لأنه أهمل في عمله فلا تتعجب فأنت في مصر بلد حماية الطفولة ؛
ثم إذا أبصرت بعض الأسر يصرفن ملايين الجنيهات في فرح ابنهم أو ابنتهم نظرا لحجزهم قاعة كبيرة في أعظم الفنادق واستدعاء أكبر الراقصات والمطربين وتجد موائد للطعام بطول نهر النيل بها الكثير من الأطعمة التي ربما لا تعرف أسمائها وبعد انتهاء الحفل يلقي بهذه المأكولات في صناديق القمامة رغم أن ثلث الشعب يعيش في ضنك وشظف للعيش ولا يجد خبز ليسدّ جوعه فأعلم أنك في مصر بلد العجائب والغرائب؛
ثم إذا أبصرت مجموعة من الشباب خارج من المسجد بعد أداء صلاة الفجر وينقض عليهم عشرات من الجنود المسلحين ويسقطوهم أرضا ويسومونهم سوء العذاب وبجوارهم بعض الشباب بجوار المسجد يتعاطى مخدرات وبعض الأقراص المخدرة ولم يتقدم منهم أحد من الضباط لنهرهم أو القبض عليهم بل ينصحونهم بعدم الجهر بأفعالهم فأعلم أنك في مصر حيث حرية العقائد!!