كلما تعثر الوليد وقاست الأم تعالت صيحات المحبين يارب أتمم نعمتك ،هكذا حال الغالبية الصادقة من المصريين الذين تخيلوا أنه بإكتمال الحمل إنتهت مسئولية الأم ولكن ثبت للجميع أنه بإنتهاء إكتمال الحمل تبدأ معانات الأم من آلام وأوجاع الولادة وربما تعانى الأم من عدم وجود الجنين فى وضع سليم يسمح له بالقدوم للدنيا بلا أخطار عليه وعلى والدته وهنا على الطبيب المحنك أن ينتظر حتى يستقر الوليد فى الوضع السليم للولادة ويتم التعامل معه برفق حتى يرى النور ويكتب له الحياة هكذا حال ولادة الثورة فى مصر فنحن الأن فى ساعة المخاض وربما تكون الولادة قيصرية ولكن على الجميع أن لا يتعجل قدوم الوليد إلا بعد أن يتيقن الجميع أنه سوف يولد حيا وبلا عيوب أو مشاكل صحية؛
أسلفت بهذا الكلام كى يعى من ليس عندهم خبرة بولادة الثورات أن الصبر قرين النجاح وأن التجلد والتعامل بحكمة والتبصر بطبيعة الأشياء والعلم أننا ننتزع وليدا من بين ظلمات ومن مكان مكين يستلزم أن ندرك ان هؤلاء الطغاة لن يتركوا مواقعهم بسهولة ولن يخرجوا رافعين أيديهم ولكن سيقاتلون ويتأمرون وربما يحرقون المعبد بمن فيه، فهم يدركون أنهم إن خسروا المعركة فلن تقوم لهم قائمة فى هذه البلد وربما إنتهت حياتهم فى غياهب السجون؛ فيجب على الجميع أن يتفهموا ذلك ويأخذوا حذرهم ولا يجعلوا لليأس مكانا فى صدورهم وقلوبهم بل عليهم تقوى الله عز وجل فهو القائل ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)) صدق الله وعليهم متابعة إنتفاضاتهم وأن يكونوا حراسا عليها حتى يقدر الله عز وجل وتنبثق شمس يوم جديد تولد فيه الثورة الحقيقية وحين ذلك سوف يكون فى ركابها الرخاء والنماء وتدور عجلة الإنتاج ويتعامل المسلمين فى تعاملاتهم مع بعض بميزان الكتاب والسنة ويسود الوفاء بين أبناء الأمة ويفرح الجميع بنصر الله عز وجل؛(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) صدق الله,
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم