"يوميات مراسل في البرلمان"
منذ نعومة أظفاري وأنا أرنوا وادعوا الله صباح مساء لأن أكون من المحميات الطبيعية وأن يكفلني قط من القطط السمان ليكون لي ظهر وكما يعلم الجميع "اللي له ظهر لا يداس على خياله" وكنت من المتميزين في الدراسة ولم أتوانى في دراستي وكنت دائما من المتفوقين حتى تخرجت من أحد كليات القمة وما إن علمت بأني من الأوائل حتى طويت المسافة من الجامعة إلى قصر الباشا في فيمتو ثانية وبعد عدة اعتذارات من جانب الباشا لأسباب أعلم أنها واهية تمكنت من الفوز بخمس دقائق أوضحت للباشا أنى في حاجة إلى ترشيح من سيادته ووعدني بأنه في حاجة إلى عين له في المجلس وبالتالي يمكن أن أكون مراسل برلماني
اصطحبني أحد أعوان الباشا إلى أحد النوادي الليلية ذات المستوى الراقي وهناك ألمح لي زعيم الأغلبية أنى الفتى المتفق عليه مع الباشا المعارض فرمقني الزعيم بنظرة فيها الكثير من التعالي وسألني عن إنتمائاتي الحزبية فأجبت أنى ممن يمشون بجانب الحائط وبفضل الله ودعاء الوالدين تم قبولي وطالبني بأن ألقَى سيادته في الحزب لكي ألِم ببعض الأمور التي قد لا تأتى فرصة أخرى لتعلمها وأحاطوني علما بكل المحظورات التي ليس من حقي التحدث فيها ثم أعلموني بموعد أول جلسة.
كم كنت في شوق للذهاب إلى المجلس ولم انم في تلك الليلة ومع إشراق شمس الغد جاءتني الحافلة وذهبت إلى المجلس وتصفحت الدستور وبعض صور ومواقف بعض القادة وفى هذه الأثناء بدأ وصول الأعضاء وفى مقدمتهم رئيس المجلس وهو أكبر الأعضاء سنا إلى حين انتخاب للمجلس رئيس.
تقدم الجميع إلى داخل القاعة الرئيسية وقد علم كلا من الأعضاء دوره داخل تروس المجلس وهنا بدأ الشجار على رئاسة اللجان هذا يريد لجنة الأمن القومي وذاك يريدها وهذا يريد لجنة الصحة وذاك يرجوها وهذا يريد لجنة التعليم و البحث العلمي و ذاك يرجوها وتدخلت المعارضة مطالبة بنصيبها من الكعكة وهنا انتصب زعيم الأغلبية وطالب الجميع بوضع مصلحة الدولة فوق المآرب الخاصة وأثناء هذا العراك جاء إلى المنصة خطاب من جهة عليا بتقسيم المغانم حسب الأقدمية في المجلس والنسبة التي فاز بها كل حزب وهنا هاجت و ماجت القاعة وتبارى الجميع كلا يجادل أخاه بأن كلنا في الهوا سواء وكل واحد يعرف كيف نجح ولولا كذا ما نجح منكم أحد ويرد الأخر لولا جهات سيادية ما وصل من حزب الأغلبية إلا اقل القليل فعقب ثالث "والله لولا تدخل الحزب وشفافية الصناديق لكانت الجماعة المحظورة جاثمة على ثلاث أرباع المجلس" وهنا طالب رئيس الجلسة العودة إلى جدول الأعمال وإعطاء الكلمة للسيد رئيس الوزراء ورجاء من المعارضة عدم المقاطعة وتحت غطاء من التصفيق من الأغلبية تقدم الدكتور ظريف لإلقاء بيان الحكومة وبعد الديباجة قال "إننا جئنا لهنا لنكون صوت الفقراء والمحرومين، أتينا لهنا لنبنى صرح يكون الفقراء والمعدمين هم أصحاب القرار فيه ، إنني رئيس حكومة لكل أبناء المناطق المهملة والعشوائيات ، سأبنى لهم مساكن ومشاريع تنتشلهم من البؤس والضياع وسوف يصبحون في غضون عدة دورات من كبار المستثمرين وهذا سوف يكون شغلي الشاغل" تصفيق حاد "ثم إن الحزب بعونكم حكومة ومعارضة سوف يوثق علاقاته بكل دول الجوار وملتزمون بكل المعاهدات والمواثيق الدولية " واسترسل سيادته في الحديث عن الأمن في الداخل والخارج والحالة الاقتصادية والخزانة التي استلمها خاوية والديون التي يدعوا الله أن يعينه على سدادها والتركة التي ورثها من سابقيه غارقة والعلاقات الدولية المعقدة وقال "أنا أهل لكل ذالك وان شاء الله على الدرب سائرون" تصفيق حاد وهنا طالب رئيس الجلسة باستراحة ثم اتجه الجميع أغلبية و معارضة للبوفيه المفتوح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى على أن يعودوا لجدول الأعمال لاحقا.
و للحديث بقية بإذن الله
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم