تعارض المصالح
هل يجعل هناك عداء بين الأخوة والأهل ؟ سؤال مطروح سوف تجيب عنه الأيام ولكن سوف نحاور
أن نتعرف عن بعض أسباب هذا الخلاف في الأيدولوجيات والأخلاق على مدار 60 عام الأخيرة
وبالتحديد عقب ثورة 23 / يوليو / 1952 حيث اختلفت قيادة الثورة بعد رحيل الملك فاروق
وحكم الرئيس اللواء محمد نجيب ثم انقلاب عبد الناصر ورفاقه على اللواء الرئيس محمد
نجيب وإعلان جمال عبد الناصر تنحية نجيب مع وضعه قيد الإقامة الجبرية في منزله وذلك
في 1954 ومنذ ذلك التاريخ ولم ينتهي العداء والخلاف بين أبناء الشعب الواحد الذي خرج
عن بكرة أبيه مؤيدا للثورة ولم يكن يعلم أن أصدقاء اليوم هم أعداء الغدّ حيث تقاسم
رفاق السلاح مؤسسات الدولة وأصبحت مصر وثرواتها بل ومتاحفها وثروات أسرة محمد على مشاع
للنهب والتبديل وتعارض الأخوة حتى في العقيدة حيث تبنى الرئيس جمال عبد الناصر الفكر
الاشتراكي ليحارب التيارات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمين والكل يعلم حملات
الاعتقال والتعذيب بل والإعدامات التي قامت بها محاكم العسكر ضد العلماء والمشايخ وأساتذة
القانون وتم على إثرها إعدام قطب واغتيال البنا وغيره من العلماء ولم يشفع لهؤلاء علمهم
وجهادهم ومنذ ذلك التاريخ تحولت الجامعات للفكر الشيوعي والمدّ الماركسي وكان الجميع
يتجسس على بعض حيث كان يخشى الأب من الحديث في الدين أو السياسة أمام أولاده والعكس
ونتج عن هذا التمزق والبعد عن منهج الله عز وجل هزيمة يونيه 1967 حيث فقدت مصر أكثر
من 100 الف شهيد وجريح ومفقود وفقدت مصر سيناء كاملة وبعض مدن القناة وأصبحت سماء مصر
مفتوحة للأعداء لأنهم ضربوا معظم الطائرات المصرية وهي قابعة في المطارات بلا ملاجئ
طائرات تحميها وكان الدفاع الجوي منهك بسبب سوء التسليح وضعف التدريب وغياب روح القتال
لانشغال القيادة العسكرية بالحفلات والخلافات الشخصية حتى شاع بين الشعب أن العالم
الجليل الشيخ محمد الشعراوي سجد لله شكرا عندما سمع بهزيمة 1967 وعندما أنكر عليه البعض
ذلك الفعل قال الشيخ الجليل الذي يتمتع ببعد النظر مقولته الخالدة " لو أن جمال عبد الناصر بفكره الشيوعي انتصر
في هذه الحرب لمكّن للشيوعية في مصر ولكانت نهاية التيارات الإسلامية " إن المتابع
للخلافات بين الأحزاب والتيارات منذ ذلك التاريخ يكتشف أن البعد عن المنهج الإسلامي
والبعد عن الأخلاق وتغليب المصالح الشخصية والحزبية على الصالح العام وراء ما وصلنا
إليه اليوم من خلاف بين الأخوة في الوطن الواحد والأسرة الواحدة على مادة في الدستور
تقرّ " بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع وأن الأزهر هو الجهة المنوط
لها تفسير أي مادة يختلف عليها خاصة بالشريعة " الم أقول إن الناصريين يتحملون
جزء كبير مما آلت اليه الأخلاق وسوء التربية والتعليم وابتعاد الدين عن تسيير أمور
الحياة فالدين كما يقرّ العلماء منهج حياة ومنهج عبادة وهو مع المسلم من المهد للّحد
؛
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم