المعارضة في العالم تعني تربية أجيال من الشباب على مفهوم ثابت لمبادئ الحزب الذي
يريد الشباب الانضمام إليه ثم يقوم الحزب بتصنيف هؤلاء الشباب ويقيم لهم العديد من
الندوات والمحاضرات للتثقيف والدراسة عن دور العضو العادي في الحزب ما له وما عليه
ثم يعرفهم بدون العضو العامل وما له وما عليه تجاه الحزب والمجتمع ثم يتم اختيار
النخبة والنابغين ليكون لهم دورات خاصة وسفريات للخارج لصقل مواهبهم ثم دفعهم
للصفوف الأولى لكسب الخبرة من التحرك في الشارع والاختلاط بمشاكل الجماهير ومعرفة
توجهاتهم ومطالبهم وكيفية حلها ثم مع السنين يتبوّء هؤلاء الشباب المراكز العليا
في الحزب وهنا يدخل الحزب الانتخابات في المقاطعات ثم المحافظات ثم البرلمان ويقدم
للجماهير برنامجه لكي يفوز بالأغلبية ؛ فإذا فاز تعاون مع الحزب الذي لم يوفق في الانتخابات
ويجتمع معهم ليتسلم الملفات من الوزراء الذين يديرون الدولة ويسيرون أمورها إلى أن
يقدم رئيس الوزراء للحزب الفائز حكومته فتجتمع الحكومتان ويسلم الوزراء المنتهية
ولايتهم ما لديهم من معلومات وملفات إلى الوزراء الجدد ويتمنّى كلا منهم للوزراء
الجدد التوفيق ويعود الحزب الذي لم يحصل على الغالبية لمقاعد المعارضة ويناقش
الحكومة الجديدة في البرلمان ويقدم لهم البدائل ويحاول جاهدا كسب الجماهير بالأداء
البرلماني القوي وبالحلول الجادة وبالتواجد في الجامعات والمعاهد والنقابات لدعم
الفقراء ورفع المرتبات وتخفيض الضرائب عن متوسطي الدخل وزيادة ميزانية الصحة
والتعليم وهكذا يحدث تناوب السلطة ؛ المعارضة ليست إسقاط الدولة والحكومة بالأبواق
الإعلامية المضللة ولا بمحاربة إنجازات الحكومة ولا بالسخرية من رئيس الجمهورية
ولا بتوظيف إمكانيات الأحزاب لقلب الحقائق والكذب وتلفيق التهم للأبرياء المعارضة
الحقيقية هي تقديم البدائل لمشاكل الشعب والسعي لحلها إن ما يحدث في مصر مسرحية
هزلية تتحدث عن " المشاركة لا المغالبة " وهذا الكلام غير موجود غير في
البرامج الحوارية حيث التوازنات حفاظا على أكبر نسبة مشاهدة ؛ ولكن الواقع يقول إن
العالم أجمع يتخذ سبيل المغالبة حيث أن الحزب الفائز هو من يشكل الحكومة ويسيطر
على جميع مرافق الدولة وكياناتها ليتمكن من تحقيق برنامجه الذي تبناه ونال به ثقة
الشعب ؛ إن ما تطالب به بعض رموز المعارضة من المشاركة في تحمل مسئوليتها تجاه
الشعب بأن تنال قسط من الكعكة كما يسمونها أي يتم تعيين بعض الرموز في رئاسة
الجمهورية وبعضهم في الأجهزة الرقابية الإدارية وبعضهم في مجلس الوزراء والبعض في
المحليات والبعض في رئاسة الصحف والإعلام أضف لذلك يأخذ الرئيس معه في سفرياته بعض
رموز المعارضة والشخصيات العامة ؛ هذا الكلام تعودت عليه المعارضة أيام النظام
المخلوع فقد سمح لهم بالتواجد في احتفالات السفارات والقنصليات فهم يسهرون ليلا في
ضيافة سفير شيلي ويأكلوا ويشربوا ويأخذوا الهدايا ويثملوا ويناموا صباحا ثم
يستيقظون مع الغروب ليذهبوا إلى سفارة لبنان فيشربون ويأكلون ويعيثون في المكان
فسادا ثم يحملوا إلى منازلهم بعد الفجر وهكذا تعود هؤلاء على التنقل على مدار
السنة بين سهرات السفارات والقنصليات وأسيادهم مع الرئيس في زياراته الداخلية
والخارجية وهذه هي المشاركة التي يرجوها معارضي مصر بعد أحداث 25 /1 / 2011 ولكن
هيهات الدكتور الرئيس محمد مرسي رجل حافظ لكتاب الله عز وجل ولن يقبل بهذه
المهاترات وليس له في سهرات الخمر والفسق فهو بين العمل والصلاة ولا ينام سوى 4
ساعات في اليوم والليلة فهل يعي المعارضين أن الزمن لن يعود للوراء وعليهم أن
يغيروا ما بأنفسهم كي يعيشوا حياة الصدق والشرف والعمل للمغالبة ؛
1 أضف تعليق :
That іs very fasсinating, Yοu
are а verу skilled bloggеr. I've joined your feed and sit up for looking for more of your fantastic post. Also, I have shared your web site in my social networks
Look at my web blog ... best buy cyber deal of the day
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم